قالت قناة تلفزيون روسية حكومية إن قوات شيشانية موالية للكرملين متواجدة على الأرض في سوريا لجمع معلومات عسكرية من داخل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية تستخدمها القوات الجوية الروسية في تحديد أهداف القصف.
وقال رمضان قديروف رئيس الشيشان المدعوم من روسيا إن المنطقة أرسلت كذلك ضباط مخابرات ليتسللوا بين صفوف التنظيم المتشدد وعملاء سريين للتدريب إلى جانب المقاتلين، منذ بداية الحرب في سوريا.
ولمّح قديروف في السابق إلى احتمال إرسال مثل هؤلاء العسكريين إلى سوريا لكن هذه المرة الأولى التي يعترف فيها بالتنفيذ الفعلي لهذه الخطوة.
وأكد قديريف، الذي يعرف بأنه الابن المدلّل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات عدة جهوزيته لإرسال قوات شيشانية لضرب تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وروجت روسيا لحملتها العسكرية في سوريا على أساس أنّها تهدف إلى ضرب الإرهاب قبل وصوله إلى حدودها، وأنّ مشاركتها العسكريّة لهذه الجهة ستعود بالاستقرار على المنطقة بعد ضرب المجموعات الإرهابيّة.
وأعلنت المخابرات الروسيّة في وقت سابق عن وجود نحو ألفين و400 مقاتل روسي إسلامي من الاتحاد الروسي ينتشرون في مناطق القتال في كلّ من سوريا والعراق، بالإضافة إلى مقاتلين من دول آسيا الوسطى.
ويحوز المقاتلون الشيشان على تجربة واسعة في حرب العصابات التي خاضوها ضد سابقا ضد روسيا، وفيما بعد ضد الجماعات الإرهابيّة التي نشطت في الشيشان.
ونقل التلفزيون الذي عادة ما تعكس تغطيته وجهة نظر الكرملين عن قديروف قوله “أرسل افضل المقاتلين في الجمهورية (الشيشان) إلى هناك.. إنهم يجمعون معلومات عن هيكل تنظيم الإرهابيين وعددهم ويحددون الأهداف للقصف ويوثقون نتائجه.”
وتعود بداية إرسال المقاتلين الروس إلى أشهر خلت في العام 2015.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 نشر موقع حركة “التطوّع الاختياري العسكري” (دوبروفولتسي) إعلانا ترويجيا عن البدء باستقبل طلبات المتطوّعين للقتال في سوريا ودعم القوات العسكرية الجويّة التي تشن غاراتها على مواقع المعارضة السورية منذ 30 سبتمبر/أيلول 2015.
وتم انتداب هؤلاء الجنود بموجب عقود منافعها الماليّة مغرية، ومدتها ستة أشهر.
وينضاف وجود المقاتلين الروس إلى فيالق من المقاتلين الشيعة من لبنان والعراق وايران وأفغانستان التي التحقت بسوريا للقتال دعما لقوات بشار الأسد.
وتزامن إعلان قديروف عن وجود قوات شيشانية-روسية في سوريا مع تأكيد بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات عن استعداهما لإرسال قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول مراقبون إن هذا الإعلان عن وجود مقاتلين روس في سوريا ربما يدخل في باب التحذير الضمني للدولتين العربيتين من مغبة التفكير في إرسال أي قوات برية لأن روسيا لا تكتفي بوجود جوي في سوريا كما كان يعتقد بل وأيضا بقوات روسية برية لا احد يستطيع تحديد عددها الى حد الآن.
ومن غير المعلوم ما إذا كان الكشف عن مثل هذه القوات يمكن أن يعرقل أي خطط عربية لإرسال مقاتلين على الأرض الى سوريا، لا سيما وأن إيران بدورها تعمل على حشد القوات الشيعية الحليفة لها منذ أن اعلنت السعودية عن استعدادها لإرسال مقاتلين وشن حرب برية في سوريا.
ميدل ايست أونلاين