ليس السلاح الكيماوي وحده السبيل في إزهاق أرواح المدنيين، بل الأسلحة التقليدية أيضاً سلاح يفتك بأرواح السوريين في المناطق المحررة.
روسيا شريكة النظام وحليفته الأساسية في قتل السوريين، أعلنت عقب الضربة الصاروخية لأمريكا على مطار الشعيرات العسكري أنها مستمرة في الدعم العسكري لقوات النظام، رافعة من غاراتها الجوية على المناطق المحررة مستهدفة المنشآت الحيوية والطبية والمنظمات الإسعافية فيها لتمنع الأهالي من أدنى حقوقهم بتلقي العلاج بعد ارتكاب طائراتها أبشع المجازر بحقهم.
وكعقوبة روسية للمدنيين في المناطق المحررة على الضربة الامريكية التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام، استكملت روسيا لسياستها بتدمير كافة المنشآت الصحية في المناطق المحررة لترتكب بعدها المجازر بحق المدنيين دون وجود أي وسيلة لإنقاذ حياتهم ليرقى بذلك إلى أقسى أنواع الانتهاكات وجرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي إلأ أن ذلك على مايبدو ليس كافياً ولو لهز هذا الضمير النائم!!
ففي تصريح خاص للمركز الصحفي السوري من قبل”أحمد الدبيس” مدير السلامة في منظمة “UOSSM” للحديث عن آخر المستجدات في الانتهاكات الدولية لروسيا في سوريا والتي ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية قال “الدبيس”:
الوضع الطبي في سوريا يتجه إلى كارثة إنسانية وذلك بسبب الاستهداف الممنهج للمشافي والمراكز الصحية إضافة إلى منظومات الإسعاف، فأكثر من 500 ألف شخص تم حرمانهم من الخدمات الطبية نتيجة استهداف المشافي والنقاط الطبية إثر خروج 8 مشافي عن الخدمة في حماه وإدلب خلال شهر نيسان الجاري فقط.”
مضيفاً إلى ذلك “هذا التصعيد العسكري الروسي يشكل جريمة ضد البشرية فالغارات الروسية تستهدف المؤسسات الطبية والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها للمواطنين بشكل عام وهذا يعتبر من أدنى حقوق الإنسان في أصعب الظروف”.
فالتصعيد الروسي ضد المناطق المحررة قد بدأ منذ بداية شهر نيسان الجاري عندما اخرجت الطائرات الروسية مشفى مدينة معرة النعمان المركزي عن الخدمة، والذي يقدم أكثر من 8000 خدمة طبية شهرياً، لتتبعه باستهداف مشفى الرحمة في مدينة خان شيخون بعد ارتكاب مجزرة الكيماوي في المدينة لتعاود استهدافه مرة أخرى في ال16 من نيسان وتخرجه عن الخدمة بشكل كامل وكذلك مشفى الإخلاص في قرية شنان بجبل الزاوية أيضاً تم استهدافه من الطائرات الروسية في الـ17 من نيسان يليه خروج مشفى حماه المركزي قرب قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي في الـ23 من نيسان إثر استهدافه بالصواريخ الارتجاجية لتخرج بعدها الطائرات الروسية مشفى وليد حسينو الجراحي في مدينة كفرتخاريم على الحدود التركية بعد ساعة واحدة من ارتكاب مجزرة الدويلة في جوار المدينة ليتم حرمان المصابين من حقهم في العلاج.
واليوم الخميس 27 نيسان قامت الطائرات الروسية باستهداف مشفى اللطامنة في ريف حماه الشمالي وكذلك مشفى الجامعة في دير الشرقي شرقي مدينة معرة النعمان لتخرجهما عن الخدمة بشكل نهائي فضلاً عن استشهاد 3 من الجرحى كانوا يتلقون العلاج داخل مشفى الجامعة بينهم طفلة صغيرة.
إلى ذلك لم تنته المجازر التي ترتكبها الطائرات الروسية بحق المدنيين والكوادر الطبية والإسعافية في المناطق المحررة فقد استهدفت الطائرات الروسية اليوم الخميس بعدة غارات جوية المنظومات الاسعافية “سامز” و “سيما” و”شام” خلال تأديتهم لواجبهم الإنساني في بلدة معرزيتا بإجلاء مصابي المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية صباح اليوم إثر استهدافها للمخيمات في البلدة ماأدى إلى استشهاد وإصابة عدة مسعفين وسائقين عرف منهم:
1_”يوسف سوتل”
2_”صالح الرحمون” من منظومة “سامز”
3_”ماجد العمر”
4_”أبو عمر السليمان” من منظومة “شامنا”
وأضاف “الدبيس” إلى ذلك:
” نحن كمنظمات إنسانية تعمل في المجال الطبي والإسعافي في الداخل السوري نقوم بتوثيق الانتهاكات ونرفع التقارير للأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي بدورها تقوم بتوجيهها إلى صاحبة القرار لكن للأسف دون الوصول إلى أي نتيجة، فلا يوجد أي قرار في المجتمع الدولي قادر على إيقاف روسيا عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان في سوريا.”
إلى ذلك تبقى المجازر التي بدأتها روسيا ضد السوريين منذ تدخلها في أيلول عام 2015 عصية على قرارات مجلس الأمن الدولي في ظل الفيتو الذي تستخدمه ضد أي قرار أممي، ليقف العالم موقف المتفرج إزاء السياسة الروسية التي تتبعها اليوم في محافظتي إدلب وحماه بإخراج كافة المنشآت الحيوية عن الخدمة كما فعلت في جارتها حلب الشرقية نهاية العام الماضي.
المركز الصحفي السوري – سامر أشقر