أدانت روسيا دعوة بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني للتظاهر أمام سفارتها في لندن، ووصفتها بأنها “مخزية”.
وكان جونسون قد قال الثلاثاء إنه يرغب برؤية احتجاج على قصف مدينة حلب الذي تتهم به روسيا.
واتهمت روسيا التي تنفي أنها قصفت المدينة جونسون “بهستيريا وفوبيا المعاداة لروسيا”.
وكانت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة قد تعرضت للقصف، واتهمت روسيا المتحالفة مع حكومة الرئيس بشار الاسد بالغارة.
ودعا جونسون في نقاش طارئ في مجلس العموم البريطاني الثلاثاء إلى تقديم المسؤولين عن قصف القافلة والمستشفيات في حلب إلى المحاكمة.
وقال جونسون إن روسيا تخاطر بإمكانية تحولها إلى “دولة مارقة”، ودعا إلى أن تأخذ بريطانيا زمام المبادرة في التنبيه لما يجري في سوريا.
وصدرت عن روسيا ردود فعل غاضبة على دعوة جونسون، فقد وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف دعوة جونسون بأنها “زوبعة في فنجان مليء بالمياه الملوثة بالوحل البريطاني”.
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زخاروفا فقد قالت لوكالة إنترفاكس للأنباء “اتضح الآن ماذا كان يقصد بوريس جونسون حين قال إن الغرب سيستخدم سلاح العيب ضد روسيا. دعوته للتظاهر أمام السفارة الروسية هي العيب بعينه” وأضافت “واتضح الآن من يقف وراء ما يدعى بالمنظمات والحركات الاجتماعية وممثلي المجتمع المدني الذين يشاركون في الاحتجاجات أمام السفارات الروسية”.
وقد استمرت الغارات على حلب الثلاثاء، وقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، حسب التقارير الواردة من هناك.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من احتمال الدمار الكامل للجزء الشرقي من حلب خلال شهرين في حال استمرار الغارات.
وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار فرنسي يطالب بالتوقف عن شن غارات على حلب.
من ناحية أخرى صرح نائب رئيس منظمة “أوقفوا الحرب” ، كريس ناينام، أن منظمته لن تنظم مظاهرة أمام السفارة الروسية.
وقال في مقابلة إذاعية مع بي بي سي “هدفنا التأثير على سلوك بريطانيا وحلفائها، لكن لو تظاهرنا أمام السفارة الروسية فلن يكون لذلك أي اثرعلى ما يفعله بوتين لأننا في بريطانيا، في الغرب، وليس هذا فقط، بل قد يؤدي التظاهر أمام السفارة إلى تأجيج الهستيريا الحالية ضد روسيا”.
وحذر جون ساورس الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية (إم آي 6) من خطورة الدعوة إلى التظاهر أمام السفارة الروسية، وأعاد إلى الأذهان اقتحام السفارة البريطانية في طهران عام 2011.
ومع أنه يستبعد أن يحدث شيء شبيه في روسيا، إلا أنه دعا إلى توخي الحذر.