تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن أن الجيش الأمريكي أعدّ أرضية، عبر نشر منظوماته للدفاع الجوي في أوروبا، لشن ضربة نووية سرية على روسيا، مؤكدة أنها ستفعل كل شيء ممكن لضمان أمن البلاد.
ونقلت وكالة “روسيا اليوم” عن النائب الأول لرئيس الإدارة المركزية للعمليات التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية، الفريق فيكتور بوزنيخير، قوله الأربعاء: “إن وجود قواعد الدرع الصاروخية للولايات المتحدة في أوروبا، والسفن الأمريكية الحاملة لمنظومات الدفاع الجوي في مياه البحار والمحيطات الواقعة بالقرب من الأراضي الروسية يهيئ أرضية ضاربة سرية قوية لشن محتمل لضربة صاروخية نووية مفاجئة على روسيا”.
وأضاف بوزنيخير أن نتائج المحاكاة الإلكترونية، التي أجراها محللو وزارة الدفاع الروسية، تؤكد أن نظام الدرع الصاروخية الأمريكية مخصص بالدرجة الأولى ضد روسيا والصين، وذلك في الوقت الذي ما زالت فيه سلطات الولايات المتحدة تزعم العكس.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن بلاده لفتت مرارا نظر الجانب الأمريكي إلى هذه الأمر، إلا أن الأخير “تجاهل جميع الحجج والحقائق البديهية”.
وشدد بوزنيخير على أن نظام الدفاع الجوي الأمريكي يخل بالمعادلة الخاصة بقوات الردع العالمية، ويهدد الأمن في الفضاء.
وأوضح بوزنيخير أن “الدرع الصاروخية، التي تطورها الولايات المتحدة، تهدد أمن الأنشطة الدولية الفضائية، وتعرقل تنفيذ الاتفاق حول حظر نشر الأسلحة في الفضاء”.
وبيّن “أن نظام الدفاع الجوي الأمريكي… يعرض للخطر تطبيق معاهدة الإجراءات الخاصة بالتقليص اللاحق للأسلحة الاستراتيجية الهجومية وتحديدها، المؤرخة في عام 2010، وكذلك معاهدة إتلاف الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، المؤرخة في عام 1987”.
واعتبر المسؤول الروسي أن استمرار الولايات المتحدة بنشر نظامها العالمي للدفاع الجوي يزيل الحواجز أمام احتمال استخدام الأسلحة النووية، موضحا أن هذه السياسة “تخلق وهما لدى الولايات المتحدة بأنها قد تستغل الأسلحة الاستراتيجية الهجومية بشكل مفاجئ تحت مظلة نظامها للدفاع الجوي من دون أي عقاب”.
ولفت بوزنيخير إلى أن روسيا، بعد انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة حول وسائل الدفاع عن الصواريخ، ترى نفسها مضطرة لاتخاذ إجراءات مناسبة لمنع وقوع الخلل في توازن القوى في مجال الأسلحة الاستراتيجية، وتقليل الأضرار المحتملة بالنسبة لأمن البلاد جراء تنامي قدرات الدرع الصاروخية الأمريكية.
وأكد أن روسيا لا تسعى إلى سباق التسلح في هذا المجال، لكنها تقوم بتطوير قواتها النووية الاستراتيجية؛ ردا على تنامي قدرات الدرع الصاروخية الأمريكية.
وتابع المسؤول العسكري الروسي: “إن روسيا مضطرة لتطوير قواتها الاستراتيجية النووية، وسنقوم بهذه الإجراءات؛ إذ لا يمكن لنا السماح باعتراض صواريخنا الباليستية ورؤوسها القتالية”.
وذكر بوزنيخير أن الدرع الصاروخية الأمريكية غير قادرة حاليا على اعتراض جميع الصواريخ الباليستية الروسية عابرة القارات، لكنها ستتمكن من ذلك في المستقبل القريب، مضيفا: “سنعمل ما في وسعنا لتأمين أنفسنا، سواء من وسائل الضربة العالمية الخاطفة، أو من الدرع الصاروخية. لكن سباق التسلح هذا ليس لصالحنا، ولا لصالح أحد”.
العربي21