، بينما أعربمجلس الأمن الدولي عن قلقه تجاه هذا القصف، ودعا أنقرة للالتزام بالقانون الدولي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن تركيا تقصف مناطق عبر حدودها مع سوريا وتنقل أموالا وأشخاصا وإمدادات هناك.وفي نيويورك ناقش مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة الثلاثاء طلبًا روسيًّا لبحث استهداف تركيا مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وأعرب خلالها أعضاؤه عن قلقهم من القصف، بحسب رئيس الدورة الحالية للمجلس الفنزويلي رفائيل راميريز كارينو.
وقال كارينو إن دول المجلس الـ15 أعربت “عن مستويات متفاوتة من القلق، لكن الجميع اتفق على انتقاد عمليات القصف التركية”.
من جهته، قال فلاديمير سافرونكوف نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة للصحفيين إن بلاده تدعو دول المجلس للعمل على وقف ما وصفه بالنشاط التركي غير المقبول.
أما السفير السوري بشار الجعفري -الذي طلب باسم النظام السوري من مجلس الأمن التنديد بما سماه “الانتهاكات والاعتداءات التركية”- فعبر عن ارتياحه “لإجماع الدول الأعضاء في المجلس على إبداء قلقهم من موقف تركيا غير المسؤول”.
وفي المقابل، أكد ممثل تركيا الدائم في الأمم المتحدة خالد جفيك أن مجلس الأمن لم يتخذ أي قرار يتعلق بتركيا والتطورات الجارية في شمال سوريا.
وقال جفيك في تصريحات صحفية “إن إبداء الدول الـ15 آراءهم حول موضوع معين يختلف عن موقف مجلس الأمن كمؤسسة، لأن ذلك يستوجب اتخاذ المجلس قرارا، وتم إبلاغنا بأن المجلس لم يتخذ ذلك القرار”.
وبدوره، انتقد مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت انعقاد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن قصف القوات التركية مواقع منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي.
وقال في تصريحات للصحفيين في نيويورك “يبدو إلى حد كبير أن روسيا تحاول تغيير الموضوع، وبدلا من الحديث عن سوريا نتحدث عن اليمن أو عن تركيا”.
أردوغان رأى أن قصف المدنيين بسوريا يهدف إلى إقامة حزام كردي على الحدود مع بلاده (أسوشيتد برس) |
حزام كردي
وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “القصف الوحشي الذي يتعرض له المدنيون في سوريا يهدف إلى إقامة حزام لمنظمة الاتحاد الديمقراطي”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك في القصر الرئاسي بأنقرة الأربعاء مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، “أتوجه مجددا لأصدقائنا في الغرب، وأقول لهم إن الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعبالتابعة له منظمة إرهابية، والتاريخ لن يغفر لمن أفسح المجال لهؤلاء لتنفيذ هذا الهدف”.
وزاد أردوغان “للأسف عقب اتخاذنا بعض الخطوات وفقا لقواعد الاشتباك المتّبعة، بعض دول التحالف اتصلوا بنا قائلين لا تقصفوا الأكراد في سوريا، وأنا أدعوهم أولا للتحلي بالصدق تجاه هذا الموضوع”.
وترى تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تقاتله منذ ثلاثين عاما، واستغلت الوحدات الوضع الميداني بعد تكثيف النظام السوري -بدعم من روسيا- حملته العسكرية على شمال سوريا، وسيطرت على مناطق ومدن كانت تابعة لمسلحي المعارضة السورية كمدينة تل رفعت.