الرصد السياسي ليوم الثلاثاء 5/ 1/ 2015
روسيا الخاسر الأكبر بعد قطع الرياض لعلاقاتها مع طهران
يرى كثير من المراقبين أن الرد السعودي على التصعيد الإيراني تجاه المملكة العربية جاء متسرعاً، في مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية، وكان بالإمكان تهدئة الاوضاع وإزالة التوتر الحاصل عبر القنوات الدبلوماسية المباشرة وغير المباشرة، وهذا ما أشار اليه الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”.
إلا أن السعودية لم تكن لتصعد الأزمة وتقطع العلاقات بسبب التصريحات النارية التي صرحت بها القيادات الإيرانية الدينية والرسمية، بل كانت بسبب احتلال سفارتها من قبل أشخاص وإحراقها والعبث بمحتوياتها ومن ثم سرقتها على مرأى من رجال الأمن الذين لم يحركوا ساكنا، وتمنع المتدافعين من الوصول الى السفارة، والشي ذاته بالنسبة الى القنصلية السعودية في مدينة مشهد. وهذا باعتباره مخالفة للاتفاقيات الدولية حول حماية البعثات الدبلوماسية.
كان أول المبادرين للتوسط بين الرياض وطهران هو الرئيس الروسي” بوتين” والذي أيقن ان قطع العلاقات السعودية مع ايران تقيد روسيا من تدخلاتها البحرية في المنطقة باعتبار أن المنطقة أصبحت عبارة عن حقل ألغام خطير .
وياتي التخوف الروسي من التوتر الحاصل بسبب العلاقات الإستراتيجية المتميزة بين موسكو وطهران والمتحالفة معها في القضية السورية، ودعمهم اللامحدود لنظام بشار الاسد، والتي تعارضه بشدة السعودية باعتبارأن إيران كانت تلعب دور حصان طروادة بالنسبة الى الروس في تدخلاتها في المسالة السورية، وهذا بطبيعة الحال سيكون غير ممكن بعد قطع العلاقات لأن السعودية تعتبر الرئيس السوري فاقدا للشرعية، وأن النظام الإيراني لا يملك بعد الآن الصفة القانونية في هذا التدخل وخصوصا بعد اتهامها بصورة مباشرة، باعتبارها راعية للإرهاب في المنطقة ولها الدور الرئيسي في عدم استقرار المنطقة، وخصوصا أنها دولة طائفية تسعى إلى نشر المذهب الإيراني والنفوذ الفارسي في الدول العربية.
وعلى هذا الاعتبار فإن روسيا ستفكر جديا في المسألة السورية بعد قطع السعودية علاقاتها مع إيران لأنها لم تعد تملك الحرية التامة في تحالفها مع طهران بشأن القضية السورية، وسيفهم الأمور بصورة معكوسة هذه المرة، وتصبح هي بمثابة حصان طروادة لإيران وهذا ما سيغضب السعودية والدول العربية والتي تتفاعل وتتضامن بسرعة مع الموقف السعودي بعدما ذاقت الأمرين من سياسة إيران وتدخلاتها في المنطقة .
المعارضة السورية تستعد للحوار ودي ميستورا يقيّم الوضع.
أعلن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات عن المعارضة السورية رياض حجاب أن مبادئ بيان الرياض اعتمدت أساسا للتفاوض مع وفد النظام السوري، في حين يزور مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الرياض وطهران لتقييم آثار الأزمة بينهما على عملية التسوية بسوريا.
وقال حجاب: “إن الاجتماع الذي عقدته الهيئة المنبثقة عن اجتماع المعارضة السورية بمؤتمر الرياض الأحد الماضي، تضمن تحديد الوفد المفاوض على أساس الكفاءة بما يلائم حجم التحديات التي يواجهها الشعب السوري”.
.وأكد أن مبادئ بيان الرياض تتضمن “التمسك بوحدة سوريا، وإقامة نظام يمثل كافة أطياف الشعب ولا مكان فيه لبشار الأسد ورموز نظامه”.
وأوضح أن “بنود بيان جنيف تمثل أسس التفاوض بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا، خاصة بند إنشاء هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، مؤكدا أن التجاوب بشأن إيجاد حل للأزمة السورية يجب ألا يكون ذريعة لاستمرار النظام وحلفائه في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري”.
وشدد حجاب على أن رسالة المعارضة السورية هي أن لا مساومة على وحدة أراضي سوريا، ولا مجال لأي تدخل خارجي في تسمية وفد المعارضة للمفاوضات.
في هذه الأثناء، يتوجه دي ميستورا هذا الأسبوع إلى الرياض ثم طهران لتقييم آثار الأزمة بين البلدين على عملية تسوية النزاع السوري التي أطلقتها الدول العظمى نهاية العام الماضي في فينا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة” ستيفان دوغاريتش” إن “دي ميستورا يعتبر “الأزمة في العلاقات بين السعودية وإيران مقلقة جدا، وقد تتسبب في سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة”.
وفي واشنطن توقعت الخارجية الأميركية أمس الاثنين عقد اجتماع بين وفدي المعارضة السورية والحكومة خلال يناير/كانون الثاني الجاري، رغم التوتر الأخير بين الرياض وطهران.
وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي إن السعودية تلعب دورا مهما في الجهود التي تهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا.
وبموازاة ذلك، قال مسؤولون في المعارضة السورية إنهم يريدون أن يروا خطوات لبناء الثقة من جانب دمشق، مثل الإفراج عن المحتجزين السياسيين ووقف قصف البلدات والمدن بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي، قبل المفاوضات المقرر بدءها هذا الشهر.
وقال ثلاثة مسؤولين على دراية بالتحضيرات للمفاوضات لرويترز إن قادة المعارضة يخططون لإبلاغ دي ميستورا بهذه الرسالة لدى لقائهم به في الرياض اليوم الثلاثاء.
في غضون ذلك، يبدأ رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة زيارة إلى الصين الثلاثاء، يجتمع خلالها مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وذلك بعد أسبوعين من زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لبكين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إن الوزير وانغ سيجتمع مع خوجة “لدعم التسوية السياسية للقضية السورية”.
وأضافت “نعتقد أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر مستقبل سوريا، والصين تفعل الآن كل ما يمكن لدفع القضية السورية في المسار الصحيح للحوار السياسي بأسرع وقت ممكن”.
المركز الصحفي السوري ـ أحمد الإدلبي