وعد الرئيس الإيراني حسن روحاني مواطنيه بمواجهة الضغط الاقتصادي الناجم عن العقوبات الأميركية الجديدة وذلك بعد يوم من تجمهر تجار أمام البرلمان احتجاجا على التراجع الكبير في قيمة العملة المحلية.
وستبدأ واشنطن خلال أشهر إعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق بين القوى العالمية وإيران يقضي بتخفيف العقوبات مقابل قيود على البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وربما تؤثر هذه العقوبات على إيرادات إيران من العملة الصعبة من صادرات النفط مما سيدفع بالإيرانيين إلى التكالب على تحويل مدخراتهم من الريال الإيراني إلى الدولار.
وجابت دوريات من الشرطة منطقة جراند بازار في طهران الاثنين لإعادة الوضع إلى طبيعته بعد اشتباكات مع محتجين غاضبين بسبب تراجع قيمة الريال بشدة مما أدى لاضطرابات في التجارة نتيجة ارتفاع تكلفة الواردات.
ويدافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن سجله الاقتصادي مؤكدا أن دخل الحكومة لم يتأثر في الأشهر القليلة الماضية وإن تراجع الريال سببه “دعاية الإعلام الأجنبي”.
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة “حتى في أسوأ الأحوال، أعد بتوفير الاحتياجات الأساسية للإيرانيين. لدينا ما يكفي من السكر والقمح وزيت الطهي. لدينا ما يكفي من العملة الصعبة لضخها في السوق”.
وقال روحاني إن العقوبات الأميركية الجديدة جزء من “حرب نفسية واقتصادية وسياسية”، مضيفا أن واشنطن ستدفع ثمنا غاليا مقابل أفعالها. وأضاف “الانسحاب هو أسوأ قرار كان من الممكن أن يتخذه (ترامب). إنه مروع. أضر بسمعة أميركا عالميا”.
وتسببت الاشتباكات في مقتل ثلاثة من عناصر التعبئة في مواجهات مع مسلحين في مدينة ميرجاوه شرقي البلاد حسب ما أفاد مسؤول إيراني الثلاثاء.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن مساعد محافظ سيستان وبلوجستان للشؤون الأمنية محمد هادي مرعشي القول إن المواجهات أسفرت أيضا عن إصابة عدد من عناصر التعبئة.
وذكر أن المواجهات وقعت فجر الثلاثاء بعد أن هاجم عدد من المسلحين أحد المخافر الحدودية في ميرجاوه. يذكر أن ميرجاوه تقع على بعد 75 كيلومترا إلى الشرق من مدينة زاهدان مركز المحافظة ولها حدود مشتركة مع باكستان.
وتواجه إيران تحديات ومشكلات اقتصادية كبيرة بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية المرتقبة على خلفية برنامجها النووي والصاروخي، وارتفاع معدلات البطالة وسعر الصرف وهو ما أدى إلى عقد جلسة “غير علنية” من قبل مجلس الشورى الإسلامي لدراسة الأوضاع الاقتصادية.
وحسب وكالة الأنباء الإيرانية إرنا، قالت النائبة عن أهالي طهران فاطمة ذو القدر، إن نواب المجلس ناقشوا خلال الجلسة أوضاع سوق العملة الصعبة، والاحتجاجات التي حدثت الإثنين في سوق طهران المركزية على الأسعار المتقلبة للعملة الصعبة حيث سجل سعر صرف الدولار الأميركي، أكثر من 88 ألف ريال في السوق الموازية (السوداء)، مقابل قرابة 42.7 ألفا في السوق الرسمية.
ويعاني تجار ومستوردو إيران من صعوبة الحصول على النقد الأجنبي، اللازم لدفع فاتورة الواردات من الخارج، بسبب شح النقد الأجنبي.
المصدر ” صحيفة العرب