في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها المواطنون السوريون ينتظر موظفي ادلب في القطاع العام نهاية الشهر لقبض رواتبهم من محافظة حماة بعد تحرير مدينتهم، وبحسب شهود عيان أنهم يتعرضون لشتى أنواع الإهانات والذل على الحواجز الممتدة بين محافظتي ادلب وحماة التي تبلغ ما يقارب48 حاجز وعلى نوافذ المعتمدين حيث يتم دفع الرواتب، قد تصل للضرب أحيانا من قبل قوات اﻷمن.
“رحلة قبض الراتب مجازفة” هكذا وصف موظفي ادلب العائدون من حماة بعد معاناتهم المستمرة، حيث قام معتمد رواتب المعلمين في حماة بسرقة ألفي ليرة من كل شخص قد تصل في حال الرفض لخمسة آلاف ليرة، فضلا عن المواصلات التي يدفعونها للوصول لقبض رواتبهم تصل ما يقارب لمبلغ أحد عشرة ألف ليرة سورية.
قال محمد أحد الموظفين حين ذهب لقبض راتبه من حماة، ” ادلبي على الحاجز يعني ادفع لتمشي، وقد دفعت أكثر من نصف راتبي خوفا من اعتقالي بحجة السحب لخدمة الاحتياط، عدا عن العبارات النابية التي نسمعها ذهابا وإيابا”.
بعد أن خرجت كامل محافظة ادلب عن سيطرة النظام لجأ النظام لحملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الموظفين الذين ذهبوا لقبض رواتبهم مما اضطر الكثير من الموظفين للتخلي عن رواتبهم بعد خدمة دامت لسنوات في دوائر الدولة، حيث قام بعضهم ببيع المحروقات أو الخضار أو غيرها من الأعمال التي تساعدهم في تأمين لقمة عيشهم بدل رواتبهم.
عماد موظف سابق لدى النظام يقول، ” قام حاجز الجوية باعتقال زميلي بتهمة أنه يتعامل مع الإرهابيين داخل المدينة بعد أن قاموا بأخذ راتبه ومبلغا آخر كان قد استلمه من أحد مكاتب التحويل في حماة مما اضطرني لإيجاد عمل آخر”.
يقضي الموظفون يوما كاملا على الطريق بسبب كثرة الحواجز والتدقيق عليها علما أن المدة كانت ساعتين فقط، و في نهاية الشهر الماضي قامت إحدى الفتيات من اللجان الشعبية المتواجدة على أحد حواجز مدينة حماة باعتقال معلمة من مدينة ادلب لأن والدتها من عائلة معروفة بمعارضة النظام منذ الثمانينات، ولم يتم الإفراج عنها حتى اللحظة.
قالت (س ح) للمركز الصحفي السوري التي رفضت التصريح عن اسمها خوفا من ملاحقة أقاربها المتواجدين في حماة، ” قبل أن نقبض رواتبنا قام عناصر النظام بصفنا في “طابورين” نساء ورجال للتفتيش ثم أمرتني إحدى “الشبيحات” بخلع ملابسي وعندما رفضت هددتني بأنها سترسل ضابطا عوضا عنها و بعدها قامت بنزع طوق ذهبي من رقبتي وخاتم وسرقتهما علنا”.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت بعض مكاتب التحويل بأخذ مبلغ 4000 ليرة سورية عند تحويل راتب الموظف من قبل أحد أقاربه في حماة، طرق وأساليب متعددة لسرقة رواتب الموظفين و ذل و إهانة بأساليب مختلفة وتعجيز الموظفين للاستغناء عن رواتبهم فيتحول الراتب من نعمة إلى نقمة بدل أن يكون مصدر سعادة.
المركز الصحفي السوري ـ سلوى عبد الرحمن