ينتظر الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجة في كل عام قدوم شهر رمضان المبارك بصدقاته ليسدوا حاجاتهم ويفرجوا عن أنفسهم ضيق الأيام والشهور التي مضت قبل رمضان.
رمضان جاء هذه المرة شحيحا على غير عادته كما في السنوات الماضية بحسب كثير من الناس والعاملين في مجال الإغاثة وبحسب المتبرعين أنفسهم حيث برر الداعمين الأمر لعدة أسباب منها قضية الإرهاب التي أثرت سلبا على جمع الأموال بالإضافة للخوف الذي ولد شحا، بحسب قول أحد المتبرعين،
أضف إلى ذلك كثرة أعداد الفقراء والمحتاجين ووجود مناطق مشتعلة أخرى (كاليمن) وهي بحاجة إلى المساعدة، وطول أمد الثورة وملل الناس من الدعم لعدم وجود رؤية واضحة لانتهائها.
زيادة عدد المحتاجين وشح المساعدات وفقدان الأمن وحالة الخوف والرعب التي تنشرها طائرات الغدر وفقدان الأحبة وحالات الإعاقة الكبيرة التي سببتها أدوات القتل والإجرام بحق الشعب السوري زادت من مأساتهم ومصابهم، ولاشك أنها ابتلاء وامتحان عظيم من الله عز وجل، ويحتاج إلى رجعة وصبر ويقين بفرج الله عز وجل ورحمته ونصره.
فالمنح غالبا مايسبقها البلاء والمحن وهذا موعود الله سبحانه لعباده الصابرين الموقنين.
والحقيقة أنه لايشعر بهذا الشهر الذي يعلمنا فيه خالقنا العطاء مثل شعور الملامسين لحاجات الناس وكيف تجد أثرها عليهم وعلى أطفالهم وعجزتهم وأراملهم؛ والتي تتمثل أحيانا بابتسامة كبيرة؛ وأحيانا دموعا غزيرة.. وأحياناً.. ذهول شديد بسبب شدة الحاجة ووصولها في وقتها المناسب بعد انقطاع ويأس من حصول المساعدة من الناس.
ومع كل المصاب والألم فإن شهر رمضان شهر الخير والعطاء وإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين طالما انتظره البؤساء والضعفاء بشغف .. ولم يتنبه إليه سوى القلة من الأثرياء.
المركز الصحفي السوري _ وضاح حاج يوسف