قبل عامين فاز بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية بنسبة 88.7%، فقالت وكالة حقوق الإنسان مغردة على التويتر، بالتالي بشار الأسد دمر من سوريا نسبة 88.7%، بشار الأسد انتهك حقوق 88.7% من السوريين بشار الأسد عدو لـ88.7% من السوريين، والآن ما هي حقيقة الانتخابات البرلمانية الجارية في سوريا حالياً من عام 2016؟. في الأمس نشرت قناة سما الفضائية التابعة للنظام مقطع فيديو فيه استطلاع لآراء الناس حول انتخابات مجلس الشعب، ويبين مدى توجه الناس لصناديق الاقتراع بغية الإدلاء بأصواتهم والوقوف بوجه الإرهاب، تبدأ المراسلة بتقديمها قائلة:” مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية يزداد الأمل بأن تكون تحاكي نتائجها معاناة المواطن على كافة الأصعدة”، لكن السؤال الواجب طرحه ماذا قدم أعضاء مجلس الشعب السابقين للمواطنين خلال 50 عاماً غير التصفيق لرأس النظام بشار الأسد ؟. وأكد الكلام السابق أحد المتكلمين في التقرير قائلاً:” مجلس الشعب من الشعب وإليه لذلك من الضروري أن يأتي إليه ناس تشتغل مو تسفق وبس”، فقد ترشح للمجلس أكثر من 11 ألف وليس من المعقول أن يمثلوا مطالب الشعب المتبقي، بعد أن فاق عدد اللاجئين لخارج سوريا 10 مليون إثر الحرب، وأضحت أكثر من 3 محافظات غير خاضعة لسيطرة النظام تماماً هذا غير الأرياف والمدن الصغيرة على مختلف الأراضي السورية، ناهيك عن استشهاد ما يزيد عن 300 ألف شخص سوري خلال 5 سنوات النزاع، وتدمير معظم البنية التحتية في شتى المحافظات السورية، فمن الأفضل أن لا يتم الاعتراف حتى على مثل ذاك المجلس المبني على الركام، والمقتصر بشكل كبير على مدن الساحل والعاصمة ومناطق شرق سوريا القابعة تحت سيطرة وحدات الحماية الكردية إلى جانب محافظة السويداء. تم تصوير التقرير في حديقة عامة مليئة بالعائلات ومسموع به صوت موسيقا في محاولة منهم لإظهار أن سوريا لا زالت تحتفظ بالأمان وحكومة النظام توفره للشعب، إلا أن أكثر المتحدثين مع المذيعة أكدوا على مطالب ومشاكل أفرزتها الأزمة ولم تلاحقها حكومة النظام لتنعكس سلبياتها على المواطن بشكل مباشر، كقول أحدهم يجب عليهم ضبط الأسعار في الأسواق وملاحقة الفساد، وقابله آخر مضيفاً يجب عليهم رفع معاشات الأفراد متناسياً أنهم لا سلطة لهم ما بين القوى التنفيذية وأنهم مجرد عملية سياسية شكلية أمام المجتمع الدولي كدليل على تحديهم للمؤامرة الكونية التي تضرب سوريا أرضاً شعباً رئيساً على حد زعمهم. ” نحن سننتخب الشخص المناسب الذي من الممكن أن يحقق صوت الشعب، ويعمل بقلب ورب وليس فقط أشخاصاً يتخذون منه مناصباً لا أكثر” قالها أحد الأشخاص في الاستطلاع، فرد رجل مسن معلقاً أيضاً على هذه المسألة على أن المرشحين لمجرد وصولهم لكراسيهم السياسية يتناسون كل ما قالوه في الماضي، وهذا ما تأقلم معه الشعب السوري منذ أن استلم آل الأسد الحكم ليكون هو الناهي والآمر بكل المسائل الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، الدينية. تنهي مراسلة سما تقريرها التلفزيوني بقولها:” اقتراع السوريون سلاح يشهرونه بوجه كل من أراد انهيار سوريا ولإعمارها من جديد”، متغاضية عن مدمر سوريا الأكبر بشار الأسد وأن سوريا لن تتعافى وتنهض إلا بزواله من حكم سوريا فهو أصبح غير شرعي منذ أن سفك أول قطرة دم من أطفال سوريا الأبرياء، وأن هذا المجلس لا يمثل إلا نظام الأسد ولا فائدة منه أبداً.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن