أحمد فضل-الخرطوم
ورجحت المصادر ذاتها دخول عناصر وسط الطلاب وقيامها بعمليات التخريب والحرق.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الحالي تواجه الحكومة السودانية احتجاجات هي الأوسع والأشرس منذ أن تولى الرئيس البشير الحكم في يونيو/حزيران 1989.
المحتجون يطالبون بتنحي البشير (رويترز) |
إضراب
وفي الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان (588 كلم غرب الخرطوم) أضرب أطباء في المستشفى العمومي للمدينة عن العمل إثر اقتحام قوة أمنية للمستشفى، بينما كان الأطباء يتأهبون للخروج من أجل الانضمام إلى موكب احتجاجي.
وأكدت “لجنة أطباء السودان المركزية” عبر تويتر أن عددا من أطباء المستشفى أضربوا عن العمل كليا، بعدما اقتحمت قوات الأمن المستشفى واعتدت بالضرب على بعض الأطباء واعتقلت عددا منهم، حسب قولها.
وشهدت المدينة اليوم اعتقالات لعدد من قادة القوى السياسية، خاصة من حزبي الأمة القومي والبعث، وبعض أعضاء لجنة الطلاب.
ومنذ الصباح الباكر، غص ميدان الحرية وسط الأبيض بالقوات الأمنية للحيلولة دون تنظيم موكب احتجاجي يهدف للوصول إلى أمانة الحكومة.
وفي العاصمة الخرطوم، ينتظر أن ينظم تجمع المهنيين السودانيين موكبا سلميا -هو الثاني من نوعه- ظهر غد الاثنين، ينطلق من دوار القندول وحتى القصر الرئاسي للمطالبة مرة أخرى بتنحي البشير.
والثلاثاء الماضي نجح موكب دعا إليه التجمع في حشد الآلاف لتسليم مذكرة للقصر تطالب بتنحي الرئيس وتشكيل حكومة انتقالية، لكن القوات الأمنية حالت دون ذلك مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات والرصاص المطاطي.
ومنذ الموكب الماضي تتمركز سيارات الدفع الرباعي المزودة بمدافع “الدوشكا” على الطرق المؤدية للقصر وعلى مقربة من البنوك.
اجتماع وتحذيرات
وتأتي هذه التطورات بينما عقد الرئيس البشير اجتماعا، الأحد، مع الرتب الرفيعة في قوات الشرطة، وهو الاجتماع الثالث من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات حيث سبق أن عقد اجتماعات مماثلة مع قيادة الأمن والجيش.
وقال البشير إن التخريب والتدمير والسرقة ما هي إلا تعميق للمشكلة الاقتصادية الراهنة، وأضاف “هناك عمل تخريبي ولن أسمح للسودان بأن يكون شعبه لاجئا نحن نؤوي اللاجئين ولن نسمح بالانفلات. زحف اللاجئون والنازحون على السودان بفضل الأمن والاستقرار”.
وحذر من أن الحكومة لن تفرط في أمن المواطن والمرافق ولن يكون الهدف قتل المواطنين، قائلا إن الأمن سلعة غالية.
وشدد الرئيس السوداني على أن هيبة الشرطي من هيبة الدولة وأمنها، مقرا بأن “المسؤولية الملقاة على عاتق الشرطة كبيرة ونحن راضون عن أدائها”.
واعترف بأن السودان يمر بمشكلة اقتصادية، مبررا ذلك بتعرضه للحصار على مدى 20 عاما، وزاد “حريصون على وضع المعالجات وتجاوز المشكلات، وله الشكر. سنخرج من هذه الأزمة رغم أنف كل من يريد للسودان التركيع والخضوع”.
وقال البشير الذي يحكم السودان منذ نحو 30 عاما إن السلطة ليست حكرا على حزب واحد، والحوار الوطني الذي أطلقه في يناير/كانون الثاني 2014 “نموذج يطلب الآخرون تطبيقه في بلدانهم”.
المصدر : الجزيرة