سعِد المسلمون من شرق الأرض لغربها بخطوات التحالف العسكري لحماية الأمة الإسلامية من المخاطر. وبلا شك أن المملكة العربية السعودية هي التي شرفها الله بحماية هذا الدين وحمل رايته وأكرمها الله بخدمة بيته ومسجد نبيه ومن ينازعها ذلك فإن الله سيخذله وينتقم منه. أثبتت المملكة العربية السعودية طوال سنواتها من عهد الملك عبد العزيز إلى اليوم أنها تدافع عن الإسلام وتبذل جهدها لخدمة المسلمين في التنمية ومساعدة المحتاجين وبناء المدارس والمساجد والخدمات الصحية والبعثات وبلادها مفتوحة للعمالة والوافدين المسلمين وإعطائهم الأمان والاستقرار والتضامن مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية في ظل الاحترام المتبادل لسيادة الدول. ولا يستطيع أن ينكر دور المملكة ودول مجلس التعاون في آسيا وإفريقيا إلا حاسد ومريض نفسي. وتؤمن دول المجلس بحسن الجوار مع الجميع ولكن إيران ظلت تثير الشغب وتنشر الإرهاب وتحدت وتجاوزت بلغة الغرور والكِبر. والصبر تجاوز الحد فلم يعد هناك سكوت أمام العدوان، وما يجري في البحرين واليمن والتهديدات الخارجة عن اللياقة من خلال المسؤولين الإيرانيين ودعم الإرهاب والإضرار بالاستقرار والأمن وهو ما لا يمكن السكوت عليه فقد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى. وتعرف إيران أنها ليست محبوبة وانكشفت شعاراتها المزيفة.
كانت خطوات التحالف في اليمن رائعة وبداية خير وبشارة طيبة وأملا للأمة رغم الحملات المغرضة من إيران وأذنابها وكذلك “رعد الشمال” التي هي خطوة كبيرة وممتازة في التوقيت ورسالة للجميع أن هذه الأمة لن تكون سائغة ولا صيدًا سهلًا كما يتوقع الكثير من الأعداء. وهناك شعوب ستستيقظ ولن تتهاون في الدفاع عن أوطانها وسيادتها. فحضور الدول والقادة بهذا اللقاء رسالة كافية وقوية. وبلا شك إن القيادة الحكيمة الشجاعة للمملكة وشركائها قد سارت في الاتجاه الصحيح. قوة الأمة بوحدة شعوبها ودولها والعمل تحت راية واحدة لمواجهة المخاطر وعدم السكوت على العدوان وأن العرب يحبون السلام وحسن الجوار ليس عن ضعف. وما يجري في المنطقة من أحداث فيما سمي الربيع العربي لن يؤثر على معنويات ومبادئ أمة اختارت الإسلام دينًا ومحمدًا صلى الله عليه وسلم قائدًا لها. وقررت القيادات أن لا عدوان ولا تدخل في شؤون الآخرين ولا إرهاب ولا ثقافة كراهية وإنما حسن الجوار واحترام سيادتها ولكن لا يعني هذا الضعف. ليتذكر الجميع ذي قار وكيف جمعت العرب وغيرهم. العالم الإسلامي اليوم يقف مع المملكة ودول المجلس ولذا شاركوا بهذا التحالف الذي ينبغي توسع أعضائه والمشاركة فيه وأن تستمر هذه الخطوة للدفاع عن مقدسات الأمة وكرامتها.
لا يمكن السكوت عن الجرائم التي تجري باليمن وهي جرائم تتنافى مع الإنسانية وحق شعب في الحياة ولا ما يجري في العراق وسوريا من تدمير للبيوت والمشردين والمهجرين. لذا يجب أن يعرف الجميع أن هذه الأمة ستدافع عن كرامتها وسيادتها وحماية مواطنيها ونصرة المظلومين. والحمد لله أن التقارير والأخبار تشهد بأن دولنا تصدر العلم والدواء والغذاء وكل خير وغيرنا من دولتي العدوان إيران وإسرائيل يصدران الموت والقتل والأسلحة والإرهاب والمخدرات وإثارة الفتن التي ستحرقهم قبل غيرهم. الموقف من حزب الله وإيران وعزلتهم تجعلهم ورقة خاسرة مهما استعرضت قواتها وتهريجها الإعلامي فهو غير دائم.
التف القادة العرب والشعوب حول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ورفعوا صوره ودعوا له ولولي عهده وولي عهده وقادة مجلس التعاون على مواقفهم الشجاعة في الدفاع عن كرامة الأمة، هذه الأمة التي هي من أعظم الأمم لأن الله شرفها بالقرآن وبنبيه صلى الله عليه وسلم، سنجد قريبًا بإذن الله تحالفا اقتصاديا وتنمويا وتحالفا علميا وتربويا ليس للعدوان وإنما للدفاع وصد العدوان. هذا ما علمنا إياه رسولنا وطاعة لربنا.
بذل الجميع كل وسائل الحوار وحسن الجوار ولكن إيران وإسرائيل ترفضان ذلك وتهددان بأسلحتهما النووية التي لا تساوي شيئًا أمام تصميم وإرادة الأمة الإسلامية رغم المخاطر والأحداث، والأيام القادمة كفيلة بتحقيق ذلك وطالما لدينا عقلاء وحكماء وقيادة تخاف الله فنحن في أمان وسعادة، والواقع شاهد على ذلك. وتذكروا مواقف الملك فيصل أمام الخطر الشيوعي وأمام العدوان الثلاثي وأمام حرب أكتوبر تذكروا هذا جيدًا.
الأمة الإسلامية قوية بإمكاناتها ففيها المقدسات وفيا نزل الأنبياء والرسل وفيها الموارد من النفط والمعادن والخيرات وفيها الممرات الدولية وعندها رجال أكفاء ومتميزون وإن شاء الله ستكون الوحدة الإسلامية وهي تسير في الطريق الصحيح، والأحداث الأخيرة كانت برهانا على هذا وستعود الأمور لمجراها الطبيعي وبإذن الله لن يجد الإرهاب وأهله والمعتدون مجالا، فقد تغيرت الصورة وحتى إسرائيل اليوم لن تهنأ ولن تذوق طعم سعادة ما يجري في العالم الإسلامي لأن الشعب الفلسطيني لا يموت ولن ينساه الجميع والقدس ستتحرر بإذن الله على يد رجال يحبون الله ويحبهم كما وعد القرآن وليس بالشعارات الكاذبة.
على الجميع أن يمدوا أيديهم للمملكة والملك سلمان حفظه الله فول وجهك شطر المسجد الحرام. وأمام إيران حل واحد وهو احترام الجوار ووقف العدوان وإلا فإن الله وعدله ونصرته للمظلومين والضحايا ودعوتهم لن تذهب سدى وباب السماء مفتوح. وإسرائيل بظلمها وقتلها واحتلال الأراضي لن تستمر إلى ما لا نهاية. فلله باب مفتوح لدعوات بجوف الليل ودموع الأيتام والأرامل والضحايا فقوة الله هي المدبرة للكون وليس غير ذلك.
أحمد عبده ناشر – بوابة الشرق