لم يكتفِ النظام بمحاصرة كثير من المناطق وقصف ما تضمّه من مدنٍ وقرىً ومزارعَ بمختلف أنواع السلاح والطيران، بل تمادى بقصف القوافل الإغاثية الداخلة إليها، فنقلا عن ناشطين، عند دخول قافلة المساعدات الإنسانية إلى مدينة الرستن من معبر تيرمعلة، قام النظام بقصفها علما أن المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، إضافة إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يقوم النظام بذلك، فهل هذا خطأ مقصود من النظام أم أن النظام لم يعد يكترث بأي جهة دولية كانت أو عربية؟
كثيراً ما أكدت الأمم المتحدة أنها تواصل الضغط على النظام السوري، كما عبرت عن قلقها لما تلاقيه من عراقيل وصعوبات يضعها النظام في طريقها، بحجة سيادة دولة ودراسة المقترحات، وتفاصيل وآخرها الشكل والمحتوى، أما اليوم فحجته خوف النظام على قوافل الأمم المتحدة من “العصابات الإرهابية” كما يدّعي!!
ولكن لم يقف النظام هنا، فقد أكد ناشطون أن الكثير من المساعدات الداخلة إلى المناطق المحاصرة تم سرقتها من قبل قوات النظام ليعاد طرحها في الأسواق الواقعة تحت سيطرة النظام.
كما تم تجاهل نداءات كثير من الناشطين لفك الحصار عن مناطق الحصار حتى إنها شهدت حالات وفاة متكررة نتيجة حصول مجاعات ونقص الأغذية والأدوية وآخرها مدينة مضايا، إلا أن المساعدات تأخرت أكثر من شهريين؛ فقد أخرجت من مضايا 15 حالة فقط من أصل 415 حالة ، وإعطاء الأهالي وعوداً بإخراج المزيد دون تنفيذ أي منها، ليبقى التساؤل هل تورطت الأمم المتحدة بجرائم النظام السوري، أم أنها معوقات يضعها النظام في طريق الأمم المتحدة؟
أعلنت ” كانج كيونج” وهي مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة “أن المنظمة الدولية تجد صعوبة في جهودها لتوصيل المساعدات إلى 40% من المدنيين المحتاجين لها، كما أكدت ارتفاع عدد السوريين المحتاجين للمساعدات من مليون إلى 12 مليون شخص مطلع عام 2015 ليزيد العدد هذا العام”.
بدورها ذكرت مديرة برنامج الأغذية العالمي “ارتارين كوزين”، أن “أكثر من نصف المناطق المحاصرة هي كذلك منذ ثلاث سنوات دون مساعدات تذكر وهذا مخزٍ” على حد وصفها، وأردفت “هي مناطق ريفية قريبة من دمشق تضاعفت فيها أسعار المواد الغذائية مرتين أو ثلاث مقارنة بالعاصمة”، لافتةً أن “إحدى البلدات تقع على بعد 15 دقيقة بالسيارة من مكتب برنامج الأغذية العالمي في دمشق، ومع ذلك لا يمكننا مساعدتها”.
لم يعد يثق الشعب السوري بالمجتمع الدولي في ظل الحصار والقصف المستمر لكثير من المناطق ومحاولة الأمم المتحدة إدخال المساعدات؛ فبعد أكثر من خمس سنوات واستشهاد أكثر من 350 ألف سوري، بات يعلم أن النظام ماضٍ في حربه عليهم، وأن الأمم المتحدة وكثير من الدول العربية والأوربية لا تستطيع سوى القلق أو التنديد لما يجري في سوريا.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي