قبل عشرة أيام من بدء الانتخابات الأمريكية التي يخوضها المرشحان دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي الحالي) وجو بايدن المرشح عن الحزب الديمقراطي، بدأت المفاوضات التي يمكن وصفها بـ “السرية” بين واشنطن ونظام أسد حول الرهائن الأمريكيين، تطفو على السطح عبر تسريبات إعلامية وتأكيدات رسمية.
وتتابع أوساط سورية باهتمام السباق الانتخابي الأمريكي، باعتباره قد يلعب دوراً في مصير رأس النظام بشار أسد والاستراتيجية التي قد تنتهجها واشنطن في الملف السوري، بعد سنوات من الضبابية في المواقف وعدم اهتمامها الكبير بحل الملف.
وحاول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب إنهاء ملف الرهائن الأمريكيين في سوريا، والذي يعتقد أنهم محتجزون لدى نظام أسد قبل الانتخابات، عبر إيصال رسائل إلى بشار أسد في الأشهر الماضية، إضافة إلى إيفاد كاش باتيل، نائب مساعد الرئيس الأميركي للتفاوض مع النظام، لكن كل ذلك قوبل بالرفض من قبل أسد.
واشترط النظام بحسب وسائل إعلامية أجنبية ومحلية انسحاب القوات الأمريكية من شرق سوريا، إضافة إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية قبل الدخول في أي مفاوضات مع الأمريكان.
وفي ظل تخوف من عقد صفقة بين واشنطن وأسد تكون لمصلحة الأخير، أوصل مسؤولون أمريكيون رسالتين إلى النظام.
الرسالة الأولى كانت عبر المبعوث الخاص بالملف السوري جيمس جيفري الذي أكد في بيان له نشرته السفارة الأمريكية في سوريا الثلاثاء الماضي على مواصلة واشنطن العمل على ممارسة الضغط الاقتصادي على بشار أسد ومسؤوليه، حتى ينضموا إلى حل سياسي للصراع السوري ووقف إطلاق النار وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما أكد جيفري أنه يجب محاسبة أنصار أسد الذين يواصلون العمل على إطالة أمد الصراع السوري، وإثراء عائلة الأسد وتخويل جرائم النظام المروعة ضد المواطنين السوريين.
وكانت واشنطن شددت عقوباتها الاقتصادية على نظام أسد بموجب قانون قيصر واستهدفت مسؤولين ورجال أعمال داعمين له، في سياسة تنتهجها تطلق عليها “استراتيجية العزلة” والتي تقوم على خنق النظام اقتصادياً حتى القبول بالحل السياسي.
أما الرسالة الثانية كانت عبر وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو عبر تأكيده على عدم الرضوخ لشروط النظام من أجل إطلاق سراح الرهائن.
وقال بومبيو في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء “لن نغير السياسة الأميركية للقيام بذلك، وكما قال الرئيس (ترامب) بوضوح نحن لا ندفع مقابل إعادة الرهائن، نحن نعمل على إثبات أنهم بحاجة إلى إعادة هؤلاء الأشخاص، وهذا ما نتوقعه من كل بلد ليس فقط سوريا ولكن كل الأميركيين المحتجزين في إيران، و في كل مكان نجدهم، نعمل بجد، وحققنا نجاحا هائلا”.
وأضاف بومبيو أنهم “طلبوا من نظام أسد الكشف عما يعلمه حول الرهائن الأمريكيين والإفراج عنهم لكنه لم يفعل”، مؤكداً على مواصلة العمل من أجل عودة الرهائن كافة.
وفي ظل شروط النظام التي يمكن وصفها بالمستحيلة وفق محللين، وعدم إمكانية تقديم واشنطن تنازلات قبل عشرة أيام من الانتخابات، يترقب سوريون ما ستؤول إليه الأمور عقب وصول أحد المرشحين إلى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض.
نقلا عن أورينت نت