مثلما أوضحت إسرائيل: إذا تحدانا حزب الله عسكرياً، فإن لبنان نفسه سيتضرر.. وهكذا ينبغي تبليغ دمشق بأنه إذا هاجمتنا إيران، فإن سوريا ستعاني أيضاً.
قبل نحو ثماني سنوات، نشبت حرب أهلية في سوريا. وفي حينه كان تقدير أفضل خبراء الاستخبارات عندنا وفي العالم أن أيام نظام بشار الأسد معدودة. فقد أعطى الاسخياء منهم الطاغية في الشمال ثلاثة أشهر. وبدأ الكثيرون يستعدون لفترة ما بعد إسقاطه. وقد خاب ظن الجميع. لقد تغير الوضع اليوم مرة أخرى في صالح الأسد؛ يعرف الرئيس السوري كيف يوجه ويجند المؤيدين: إيران، وحزب الله، ولاحقاً روسيا، الذين أنقذوه وأنقذوا نظامه.
وقد عاد اليوم ليسيطر على معظم أراضي سوريا، ولم تعد أي دولة تشترط الحل السياسي في الدولة بخروجه من الحكم، ولا يشكك واحد بشرعيته.
إذا كان هذا هو الوضع، فيجب الإيضاح للأسد بأننا نرى فيه مسؤولاً عما يجري في ساحته، ومن الأفضل له أن يقيد النشاط الإيراني الذي من شأنه أن يمس بحكمه. ضربات مباشرة من جانبنا لأهداف إيرانية في سوريا تضعنا على مسار الصدام المباشر مع طهران. أما الأسد، الذي يسمح لهذا أن يحصل ويدع الإيرانيين يبنون في بلاده قدرات عسكرية ضدنا، فيما هو ينظر من الجانب المحصن من كل عقاب، فيجب أن يتغير.
إن ضربنا لمصالح حيوية سورية، والإيضاح للأسد بأن نظامه في خطر بسبب ما يسمح به للإيرانيين عمله في بيته، كفيل بأن ينتج ضغطاً سورياً على حزب الله والإيرانيين لتقييد نشاطهم. كما سيؤدي هذا إلى تدخل روسي لدى الأسد بهدف تقييد الإيرانيين، كي لا تفقد موسكو إنجازاتها العسكرية والسياسية في سوريا.
قريباً ستنتهي الحرب، وستنتقل سوريا إلى مرحلة الحل السياسي للأزمة. وفي هذا الإطار يجب المطالبة بإخلاء كل القوات الأجنبية من أراضيها. أما ضرب نظام الأسد فسيشجعه على قبول مخطط الحفاظ على الوحدة الإقليمية لبلاده نقية من القوات الأجنبية.
يدعي الإيرانيون بأنهم يتواجدون في سوريا بناء على طلب من دمشق. هذا صحيح، ولكنه ذريعة قديمة ومكشوفة لغرض البقاء في المنطقة. وإذا ما شعر الأسد بأن حكمه قد يتضرر، فسيطلب من الإيرانيين الامتناع عن أعمال توقع عليه المصائب. ومثلما أوضحنا ما الثمن الذي سيدفعه لبنان على أعمال معادية من حزب الله ضدنا واستوعبت بيروت الرسالة، فقد حان دور دمشق لسماع هذا منا أيضاً.
بقلم: اسحق ليفإنون _ القدس العربي