تسود حالة من الترقب حول المنحى الذي سيتخذه تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة للملف السوري، تلك التركة الثقيلة التي تسلمتها عن سلفتها إدارة ترامب وقبلها الإدارة السابقة لأوباما.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
أفادت مصادر إعلامية محلية، مساء أمس الإثنين، عن دخول رتل للتحالف الدولي يحمل معدات لوجستية وعتاد وآليات وذخيرة إلى قاعدة كونيكو العسكرية في الريف الشمالي ديرالزور ليلاً، في ظل استمرار وصول الإمدادات العسكرية إلى قواعد التحالف الدولي في المنطقة.
يحمل التدفق المتزايد والمتواتر للتعزيزات العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مؤشرات لتعزيز الدور الأمريكي وتواجده في سوريا، في ظل التنافس الأمريكي الروسي التركي في المنطقة الشرقية للبلاد.
تم تشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة “داعش” في أيلول عام 2014، بالتعاون مع قوات محلية هي قوات سوريا الديمقراطية، بهدف إضعاف التنظيم في العراق وسوريا وهزيمته التي تم الإعلان عنها في آذار 2019.
يتوقع محللون سياسيون أن إدارة الرئيس جو بايدن، ستتجه لتبني استراتيجية مغايرة لإدارة سلفه دونالد ترامب، ستتمحور حول استعادة الدور الأمريكي في سوريا، بعد تراجعه بشكل كبير خلال الإدارة السابقة.
تثير تواصل التعزيزات للمنطقة من قبل أمريكا قلق روسيا التي تعمل هي الأخرى على تعزيز تواجدها وزيادة نفوذها في المنطقة التي شكل الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا عقب عملية “نبع السلام” تشرين الأول 2019، بطاقة دخول روسيا إليها.
من الواضح أن إدارة بايدن لن تسمح بمزيد من التوغل والهيمنة الروسية بدورها اللاعب الأساسي في الشأن السوري، بعد تخلي إدارة ترامب عن الدور الأمريكي في سوريا لصالح روسيا دبلوماسيا وعسكريا، عقب إعلان ترامب عن بدء سحب القوات الأمريكية من سوريا في تشرين الأول عام 2019.
إلا أن ترامب عقب أيام، تراجع عن الانسحاب الكامل للقوات المسلحة التي يصل تعدادها بحسب إحصائيات إلى نحو 2000 جندي، والإبقاء على عدد منها قرب منابع النفط وفي قواعدها التي تتجاوز 10 قواعد في دير الزور والحسكة والرقة.
في أول إعلان رسمي عن الانتشار الأمريكي بعد تولي إدارة بايدن السلطة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، في مؤتمر صحفي قبل أيام، أن الهدف من استمرار وجود القوات الأمريكية شمالي شرقي سوريا، الذي يقارب 900 جندي، هو لمنع عودة تهديد تنظيم الدولة “داعش” وحماية آبار النفط هناك.
وفي مؤشر أخر لتعزيز التواجد الأمريكي في سوريا وحتى زيادة الدعم لقوات سوريا الديمقراطية شمالي وشرقي سوريا، هو تعيين الدبلوماسي الأميركي، بريت ماغورك المعروف بمواقفه الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية، في منصب منسق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي بإدارة بايدن.
في ظل انشغال إدارة بايدن بملفات محلية هامة عاجلة، يبقى شكل الدور الأمريكي وتواجده في سوريا محط تساؤلات، حتى تفرغ الإدارة للملف السوري.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري