بين قلق وغضب أكدت الرئاسة التركية قيام مقاتلتين تركيتين أمس من طراز “إف 16” بإسقاط مقاتلة تتبع لسلاح الجوي الروسي من نوع “سوخوي 24” بعد اختراقها المجال الجوي التركي، عندما كانت تشن غارات على جبال التركمان في ظل المعركة القائمة منذ أسبوع إلى الآن، بينهم وبين قوات النظام المدعمة بالميليشيات الشيعية وقوات الحرس الإيراني.
وأعلنت القوات المسلحة التركية في بيان لها أنها أنذرت المقاتلة الروسية 10 مرات خلال 5 دقائق قبل اسقاطها، علما أنها سقطت بغابات جبل التركمان قريب من مدينة كسب الحدودية مع تركيا الخاضعة لسيطرة النظام، وفي بيان أرسلته تركيا إلى الأمم المتحدة حول الحادثة، فإن الطائرة الروسية لم تتدخل المجال الجوي التركي إلا لمدة 17 ثانية وبعمق في حدود الميل الواحد.
.. وفقا لوكالة رويترز فإن صور أظهرت الطيارين أثناء هبوطهما بمظلتين قرب الحدود، تم أسر أحدهم من قبل فصائل المعارضة السورية، فيما لا يزال الآخر حرا بعد أن استطاعت قوات النظام انقاذه ونقله إلا أقرب قاعدة روسية.
تلى سقوط المقاتلة الحربية الروسية، كما أوردت وكالة خطوة الإخبارية البارحة، تمكن الثوار من اسقاط طائرة مروحية بنفس على محور كفرية بجبل الأكراد بصاروخ تاو، عندما كانت تبحث عن الطيارين الهابطين من المقاتلة الأولى، وتم قتل جندي روسي منهم..
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية، إسقاط طائرة لها من طراز “سوخوي “24 على الحدود السورية التركية، نافية في الوقت نفسه أن تكون قد غادرت الحدود السورية.
بعد ذلك تضاربت الردود والآراء العالمية حول تلك الحادثة، بين قلق وتحذير وغضب، خاصة بعد تصريح رئيس الوزراء التركي داود أوغلو: فليعلم العالم، كل العالم أن من ينتهك أجواءنا، كائنا من كان، سيكون ردنا عليه بنفس الطريقة.
أكّد الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” أنّ لتركيا الحق في الدفاع عن مجالها الجوي وحماية حدودها البرية من التهديدات التي تحيط بها، ودعا الرئيس الأمريكي، الجانبين التركي والروسي إلى تهدئة الوضع، وأنّ على روسيا التخلي عن دعم رأس النظام السوري “بشار الأسد” والتركيز على محاربة تنظيم الدّولة أيضا أوضح الرئيس الفرنسي “فرانسوا أولاند، أنّ عملية إسقاط الطائرة الروسية في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية السوري، تصعيد خطير، وأنّ فرنسا تراقب الوضع بقلق، مشيراً إلى وجوب تهدئة الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
كما أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء البريطاني، أنّ على جميع الأطراف احترام السيادة التركية وحرمة الأجواء التركية، وأنّ رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون” أجرى اتصالا هاتفياً مع نظيره التركي “أحمد داود أوغلو” عقب عملية اسقاط الطائرة الروسية من قِبل المقاتلات التركية،.
أوضح المتحدث أنّ كاميرون حثّ نظيره التركي خلال المكالمة الهاتفية، إلى إجراء حوار مباشر مع الجانب الروسي لدراسة تداعيات إسقاط الطائرة الروسية، التي انتهكت الأجواء التركية في ولاية هاطاي نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان اسقاط الطائرة الروسية من الجانب التركي فوق الأراضي السورية أثناء عودتها من تنفيذ مهمة قتالية ضد تنظيم الدولة الإرهابي، اعتداء ارهابي سافر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك وقوف الحكومة التركية إلى جانب الإرهاب ودعمه بكافة الأشكال.
” في ذات السياق أوردت موسكو عدة أقوال بعد إسقاط طائرتها، فقد قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم إن إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية قد يؤدي إلى إلغاء بعض المشروعات المشتركة المهمة بين البلدين، وأضاف في بيان على الموقع الالكتروني للحكومة إن الشركات التركية قد تخسر حصتها في السوق الروسية.
بينما تحدث الرئيس الروسي بوتين إن الأحداث المأساوية بعد اسقاط المقاتلة الروسية الحربية ستخلف عواقب خطيرة على العلاقات الروسية التركية، واعتبر أن الخسارة هي بمثابة طعنة في الظهر وجهت لروسيا من قبل المتآمرين مع الإرهاب، وأن موسكو طلبت من رعاياها عدم السفر لتركيا بعد تلك الحادثة برز قول الرئيس الشيشاني ” رمضان قاديروف” حول ذاك الحدث، أن تركيا ستندم طويلا لإسقاطها المقاتلة الروسية فوق سوريا.
حتى ميركل وزيرة الخارجية الألمانية علقت بقولها” إن هذا الحدث سيعرقل الحل السياسي في سوريا لأن بوتين وخامنئي جددا دعمهما للأسد ورفضا التسوية السياسية”.
في الوقت ذاته أطلق ناشطون سوريين وأتراك عدة هاشتاغات على خلفية هذا الحدث، منها هاشتاغ ” سلمت الأيادي” على لسان الشعب التركي للتعبير عن فرحتهم في إسقاط تلك الطائرة، هاشتاغ ” الهرموش مقابل جثث الطيارين “.
ردوغان في خطاب القاه في قصره بأنقرة: “على الجميع ان يحترموا حق تركيا في حماية حدودها”.
اضاف: “ندين بشدة تكثيف الهجمات على التركمان”، فهم سوريون ناطقون التركية يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد في شمال البلاد.
وشدد على انه في هذه المنطقة هناك تركمان لا داعش. إن هدف هذه الهجمات هو إبقاء نظام الاسد”، من غير ان يشير تحديدا إلى روسيا.
وبصفتنا أتراكا، دعمنا دوماً اخواننا الذين يعيشون في هذه المنطقة وسنواصل دعمهم”. أعلن أيضا أنه سينشئ قريبا “منطقة إنسانية آمنة” بين جرابلس السورية وشاطئ المتوسط بمساعدة حلفائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري