في كل ليلة من ليال الشتاء الباردة وفي كل نهار متلبد بالغيوم تزداد معاناة المهجرين الفلسطينيين من مخيم اليرموك جنوب دمشق والقاطنين في مخيم دير بلوط جنوب منطقة عفرين، ليزداد الأهالي إصرارا على الذهاب إلى تركيا أو إلى أي دولة أوربية لينسوا جزءا من معاناتهم .
طالب أهالي مخيم دير بلوط في اعتصامهم المفتوح منذ ثلاثة أشهر الحكومة التركية لتخليصهم من المعاناة التي يعيشونها في كافة تفاصيل حياتهم في ظل انعدام الخدمات وازدياد البرد مع دخول فصل الشتاء هذا العام ونقص الأدوية وغرق الخيام في مياه الأمطار مؤكدين على استمرارهم في الاعتصام والمطالبة بإدخال الفلسطينيين إلى تركيا للعيش حياة أفضل .
هذا الاعتصام الذي ينفذه أهالي المخيم من الفلسطينيين الذين شردهم وهجرهم النظام منذ عدة أشهر من مخيم اليرموك جنوب دمشق ليستقروا في منطقة بالقرب من بلدة دير بلوط تسمى وادي الأفاعي، ليتركوا في تلك المنطقة دون أي رعاية من أحد وطالب الأهالي في الأيام الماضية خلال اعتصامهم الذي اسموه اعتصام الكرامة الجانب التركي بنقلهم مع أطفالهم ونسائهم إلى الداخل التركي كون تركيا تحتضن القضية الفلسطينية منذ سنوات.
جميع العائلات الفلسطينية التي هجرها النظام من دمشق عانت أشهرا في ظل قصف النظام لهم جنوب العاصمة في حملة عسكرية هدمت الأبنية فوق رؤوس ساكنيها، ليقتل من قتل ويجرح من جرح وينجوا البقية ليأتي القرار بالحكم عليهم بالتهجير ونسيان منازلهم وقبور ابنائهم وشجرة الياسمين في أرض كل دار ليعيث بشار الأسد وأعوانه فسادا في المنطقة وينتقل المدنيون إلى الشمال السوري .
أكثر من 450 عائلة فلسطينية مهجرة من مخيم اليرموك متواجدة في مخيمات دير بلوط و إعزاز شمال حلب تحاول الخلاص من العيش في الخيم التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء فضلا عن الطين الذي يلف الخيام وندرة المستوصفات الطبية في المنطقة والفيضانات التي تغمر مياهها أرض المخيم وداخل كل خيمة.
وكأنه كُتب على الفلسطينيين التهجير من وطنهم فلسطين والوصول إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق ليأتي جزار آخر ويقتلهم ويهجرهم إلى الشمال السوري في رحلة من فلسطين خطوتها الأولى دموع على فراق الوطن والثانية دموع على فراق الأحبة جنوب دمشق والثالثة دموع القهر من الجوع والبرد والمرض والمعاناة مع توالي الخطى وتناثر الدموع.
المركز الصحفي السوري –خاطر محمود