“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ ”
منذ انطلاق الثورة السورية في مدينة تلبيسة ساهم أهالي المدينة بشكل فعال ضد حكم رأس النظام بشار الأسد ونظامه وكانت المدينة الأكثر تمردا في حمص حيث حاصرتها قوات النظام عدة مرات وشهدت المنطقة أحداث دموية ومجازر عدة في صفوف المدنيين وقصفت بشتى أنواع الأسلحة على مدى 7 أعوام.
يقول العم أبو سليم وهو في السبعينيات من العمر المنحدر من مدينة تلبيسة ربيت 7 شباب وزوجتهم وأصبح لدي أحفاد ولله الحمد ولكن حرمني منهم النظام منهم من مات برصاص القناصة ومنهم بالقذائف وأخرهم بقصف الطائرات
الشهيد الأول:
يقول العم أبو سليم لقد فقدت ولدي الأول أحمد وهو مهندس في بداية الثورة في عام 2011، استشهد أحمد برصاص قناص لقوات النظام وهو يصور بهاتفه لحظة اقتحام الدبابات والآليات العسكرية لمدينة تلبيسة ، ولم نستطع الوصول الى ولدي أحمد بسبب أخذ قوات النظام لجثمانه إلى المشفى العسكري بحمص، وبعد محاولات كثيرة حصلنا على الجثمان بشرط عدم التشيع ودفنه على الفور.
الشهيد الثاني:
وأضاف لم تمض أيام قليلة حتى فقدت ولدي الأصغر محمود أثناء دفاعه عن مدينته تلبيسة، بعد اقتحام قوات النظام المدينة وشنت حملة اعتقالات في صفوف المدنيين بالإضافة الى إعدامات ميدانية بحق الشباب، وقامت القوات بنصب كمين له ولعدد من الشباب واستهدفتهم بقذيفة مدفعية
الشهيد الثالث:
لحق بهم زكريا وحمل سلاحه للدفاع عن الأرض والعرض والثأر لأخويه حيث شنّ بصحبة رفاقه هجوما على حاجز لقوات النظام على طريق جبورين الموالية وقتلوا كل من كان في الحاجز وبعد تحريره بفترة قصيرة أتت تعزيزات عسكرية وآليات ثقيلة إلى المنطقة، حاول زكريا ورفاقه التصدي للهجوم وأثناء انسحابهم من المنطقة استشهد زكريا بطلقة رشاش من قبل أحد العناصر .
الشهيد الرابع:
ولدي عبد الكافي كان ممرضا أسس نقطة طبية في المدينة بإمكانيات ضعيفة وكان يعمل على إسعاف الجرحى من أبناء الريف الشمالي شارك بمعركة فك الحصار التي كانت بقيادة أخيه أبو حاتم ودحر الحواجز المتمركزة في المدينة تحت قصف عنيف من قبل قوات النظام ليسقط شهيدا جميلا وينضم الى أخوانه الثلاثة .
الشهيد الخامس:
ولدي سليم هو الأكبر بين أخوته شكل مجموعة بقيادته لشن هجمات على الحواجز الواقعة غرب المدينة وقتل عدد من عناصر الحاجز وفي كمين قام بنصبه لحافلة كانت تقل عناصر لقوات النظام تمكن من أسر 5 عناصر ليظهر أحد الجنود بعد أن كان مختبئا تحت المقاعد ويوجه رصاصة قاتلة إلى سليم أسقطته شهيدا .
الشهيدان السادس والسابع :
استشهد أبو حاتم وناصر أثناء حملة لقوات النظام على أحياء حمص القديمة، حيث خرجا لمساندة الثوار المحاصرين وأعطى الأوامر لعناصر اللواء بإمطار مواقع قوات النظام بصواريخ الغراد وقذائف الدبابات، و بدأت الطائرات الحربية بشن غارات على المدينة بشكل جنوني وهرع أبو حاتم إلى الرمي بالمضاد لإبعاد الطائرات عن سماء المدينة إلا أن طائرة حربية أغارت بأربعة صواريخ دفعة واحدة على المضاد لتحول أبو حاتم وأخيه ناصر إلى أشلاء في لحظة واحدة .
ولدي ناصر كان معتقلا لأربع سنوات في سجون النظام ولم نكن نعرف عنه شيئا تمكن أبو حاتم من اعتقال ضابطا في صفوف قوات النظام وبدأت تأتيه مفاوضات من أجل تحريره رفضها أبو حاتم مرات عدة و بعد عملية تبادل دارت بينه وبين قوات النظام أُطلق سراح ناصر مقابل الضابط الأسير والتحق ناصر بأخيه أبو حاتم في العمل العسكري
وولدي محمد المعروف بأبي حاتم الضحيك عرف ببطولاته لدى أهالي المدينة، ومن أهم المعارك التي قادها (معركة تحرير تلبيسة، معركة تحرير كتيبة الدفاع الجوي في الغنطو ،تحرير قرية جنان بريف حماه الجنوبي ،تحرير قرية حوش حجو وقرية العامرية وبلدة أم شرشوح وقرية الدوير وهو مؤسس “لواء الإيمان بالله” الذي ضم كتائب بريف حمص الشمالي وحماه الجنوبي ووصل عدد التشكيل الى 4 آلاف مقاتل.
بقلب مؤمن ردد أبو سليم قائلاً لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى “إنا لله وإنا إليه راجعون” .. “حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم لك الحمد”
خالد حسن – المركز الصحفي السوري