المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 13/2/2015
إنّ القصف العشوائي للنظام على المناطق المدنية قد سجّل استمراراً على مناطق استَدمنَ النظام على قصفها، ارتقى على إثرها العديد من الشهداء معظمهم مدنيّون من الأطفال والنساء.
فعندما تهطل القذائف كالمطر من السماء يسرع شباب الدفاع المدني السوري للتدخل، في مكان لم يعد فيه اي نوع من الخدمات العامة يخاطر هؤلاء المتطوعين السلميين بحياتهم لمساعدة كل من هو بحاجة للمساعدة بغض النظر عن الدين أو السياسة, لكنهم بحاجة ماسة للمعدات، التي تساعدهم في عملهم الضروري لإنقاذ حياة الآخرين المحتاجين لهذه المساعدة.
إن رجال الدفاع المدني السوري هم متطوعو إنقاذ يعملون في الأماكن الأكثر خطورة في العالم، ومع تدهور النزاع في سوريا يدفع الناس العاديون الثمن الأغلى، أكثر من 70 قنبلة وقذيفة في اليوم تضرب بعض المدن والبلدات في ريف إدلب شمال سوريا، الكثير منها عبارة عن براميل مليئة بالخردة والمسامير والمتفجرات تلقيها طائرات الهليكوبتر التابعة للنظام على المنازل والمدارس والمستشفيات، عندما يحصل ذلك, يسرع رجال الدفاع المدني للبحث عن الأحياء بين الأنقاض, وهم مدركون تماماً خطورة سقوط المزيد من القذائف في المكان نفسه، أنقذ هؤلاء المتطوعين حياة 10,221إنسان فقط السنة الماضية,
وبشكل عام، هناك قرابة 2087 متطوعا في فريق “الخوذ البيضاء” في 88 مركزا تابعا للدفاع المدني في جميع أنحاء شمال سوريا، تم تجهيزهم وتدريبهم بمساعدات بريطانية لإجراء عمليات البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق والإسعافات الأولية، ما ساهم في إنقاذ حياة أكثر من 10,200 شخص منذ شهر مارس 2013 وهذا الرقم يتزايد يومياً.
وعن هذا الموضوع حدثنا السيد “شاهين” أحد المتطوعين في الدفاع المدني في ريف إدلب شمال سوريا، يقول: نحن نعمل في المناطق المحررة التي يسيطر عليها الثوار، وحين تنهار المباني تحت قصف طائرات النظام نكون أول من يهرع إلى المكان لإزالة الأنقاض والبحث عن ناجين ونقل المصابين إلى اقرب مركز طبي، ونحن ندرك تماماً خطورة سقوط المزيد من القذائف في المكان نفسه، لا كننا لا نهتم لهذا الأمر كل مايهمنا هو إنقاذ الجرحى، وعندما أريد أن أنقذ حياة أحدهم، لا يهمني إذا كان عدواً أو صديقاً، ما يهمني هي الروح التي يمكن أن تُزهق، ونفرح كثيراً عند إنقاذنا أحد المصابين وإعادته سالماً إلى أهله وأحبابه، ولكننا نعاني من نقصٍ كبير في المعدات التي نحن بأمس الحاجة إليها لمساعدة المصابين.
“عامر” أحد الناجين من القصف بالبراميل المتفجرة على ريف إدلب الجنوبي، قال: لقد تمَّ إنقاذي من موتٍ محتم، ويعود الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى إلى رجال الدفاع المدني، في مساء 23 آب، كنا نائمين في المنزل، فجأة سمعت دويا قويا وغبت عن الوعي، ولم اصح الا في المستشفى الذي نقلني اليه عناصر “الدفاع المدني في كفرنبل”بريف إدلب الجنوبي، حيث سقط أحد البراميل على منزلي ليلاً وماهي إلا لحظات قليلة حتى كان رجال الإنقاذ في مكان القصف، وقاموا برفع الأنفاض وإخراجي من تحت الركام بزمن قياسي.
أما عن الأعمال الأخرى التي يقوم بها الدفاع المدني فهناك مجموعة متخصصة لمعالجة أعطال المياه والكهرباء، وأخرى لتنظيف الطرقات من الردم الناتج عن القصف اليومي على المدن والبلدات، لكن يقتصر وجود هذه الفرق على المدن كمدينة معرة النعمان وكفرنبل، فيجب أن تتواجد هذه الفرق في كل قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي، لأنه يتعرض بشكل مستمر ويومي للقصف من طيران النظام.