تحدثت الباحثة في معهد “ييل جاكسون” للشؤون العالمية “جانين دي جيوفاني”، في مقال لها في مجلة “ذي أتلانتك”، يوم أمس 29 أيار، عن فرار الحكام من العقاب بعد تدمير بلدانهم، وعلى رأسهم “الأسد” في سوريا، تحت عنوان “عندما تكون العدالة بعيدة المنال”.
بدأت “دي جيوفاني” مقالها بـ “المساءلة بعيدة عن بشار الأسد، لكن لا يزال باستطاعة العالم أن يبقي ما حدث في سوريا في الذاكرة”، مضيفة “بعد الحروب والاضطرابات، نادراً ما يحاسب السيئون في الوقت المناسب”، مضيفة “بعضهم يعيش برفاهية مثل “زين العابدين”، والبعض يواجهون قدر من العدالة المؤجلة مثل “صدام حسين” أو يموتون على أيدي ضحاياهم كـ “معمر القذافي” وآخرون يخططون للتعلق بالسلطة كرئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ أون””.
“وكانت حصة الأسد في المجموعة الأخيرة، إذ لا يزال يقاتل في حرب أهلية استمرت لعقد كامل، إذ فاز فعليا بعد أن دبر جرائم واغتصاب وتعذيب وعمليات الغاز الكيميائي لشعبه” كما ذكرت في مقالها “الأسد لن يواجه العدالة، على الأقل ليس الآن”.
كما ذكرت “دي جيوفاني” أن عدم توقيع الأسد على المعاهدة الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية يحد من تدخلها، لكن هذا لا يعني أن يتخلى المجتمع الدولي عن محاولة استحضار العدالة، ومن هذه المحاولات ممارسة ألمانيا وفرنسا ما يعرف “بالولاية القضائية”، والإقرار بجرائم “أسماء الأسد” في الولايات المتحدة كونها مواطنة بريطانية.
شددت “دي جيوفاني” على أهمية التحضير لليوم الذي يقف “الأسد” فيه أمام المحاكمة وتأتي الأدلة الموثقة بالصور والفيديوهات وشهادات ناجين ولاجئين ومقاطع مصورة وثقها المستجيبون الأوائل في الأزمات في سوريا أصحاب “الخوذ البيضاء”، لتثبت جرائمه.
ويذكر أن “روسيا” حليفة “الأسد” وشريكته في جرائمه ضد شعبه، قد سعت خلف أصحاب “الخوذ البيضاء” الذين وصفتهم “دي جيوفاني” بـ “حراس الذاكرة” واستهدفتهم أثناء محاولتهم لإنقاذ الضحايا، وأطلقت حملات إلكترونية ضدهم، واتهمتهم وزارة الخارجية الروسية بالتحضير لهجوم كيماوي على “إدلب” بالتعاون مع جهات معارضة للأسد.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع