وقال المدير التنفيذي لـ “هيومن رايتس ووتش”، كينيث روث في بيان أمس: “باستضافتها أحد أكثر الأحداث متابعة في العالم، تغازل روسيا الرأي العام العالمي وتبحث عن الاحترام. على زعماء العالم أن يظهروا للرئيس بوتين أنه ما لم يغيّر سياساته ويضع حدّاً للفظاعات التي ترتكبها القوات السورية والروسية، فلن يكونوا إلى جانبه في المنصة الرسمية ليلة الافتتاح”.
منذ سبتمبر/أيلول 2015، تشارك روسيا عسكرياً في الصراع السوري إلى جانب القوات الحكومية السورية. وتتحمل المسؤولية عن الانتهاكات التي ترتكبها قواتها مباشرة ومع حليفها، التي تسببت بسقوط آلاف الضحايا المدنيين، لا سيما في الغوطة الشرقية بريف دمشق ومدينة حلب.
ووثّقت “هيومن رايتس ووتش” غارات جوية روسية-سورية لم تميّز بين مقاتلين ومدنيين، وضربت أهدافاً مدنية منها مدارس ومستشفيات ومناطق سكنية. وأشارت إلى مواصلة روسيا تزويد الحكومة السورية بالأسلحة رغم الأدلة القوية على ارتكاب القوات الحكومية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وبين عامي 2015 و2017، استأثرت روسيا بـ 79 بالمائة من صادرات الأسلحة إلى سورية، وفقاً لـ “معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام”. ويشمل ذلك تسليم 40 دبابة من طراز “تي 90 إيه”(T 90A) إلى سورية أواخر عام 2017.
قالت هيومن رايتس ووتش إن على روسيا وقف دعم الحكومة السورية بالأسلحة مع استمرارها في المسؤولية عن جرائم حرب.
وتابع روث: “في كثير من الأحيان، يسعى القادة المستبدون إلى استضافة الأحداث الرياضية الشعبية بغاية تقديم صورة إيجابية عنهم لبقية العالم. على قادة العالم عدم السماح باستخدام حدث رياضي للتغطية على نمط من الفظاعات المُرتكبة في سورية، والذي بات يهدد مليوني مدني. الوقت غير مناسب لحضور احتفالات تُستخدم في معظمها لتلميع صورة مضيفيها، بينما تساعد روسيا على مهاجمة المدنيين”.
يشار إلى أنه منذ أبريل/نيسان 2018، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن 12 مرة لحماية الحكومة السورية، آخرها لعرقلة إدانة هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة دوما في ضواحي دمشق، وإجراء تحقيقات لتحديد المسؤولين.
وأضاف روث: “بدا في الماضي أن حكومة بوتين مستعدة لكبح جماح بعض أسوأ انتهاكات حليفها السوري، مثل استخدام الأسلحة الكيميائية التي قتلت المدنيين أثناء نومهم. لكن للأسف، أصبح الكرملين مدافعاً عن انتهاكات الحكومة السورية ومشاركاً فيها، ولم يدخر جهداً لمنع المساءلة عن جرائم الحرب هذه”.
وختم روث: “صورة القوة العظمى الواثقة والحديثة التي يحاول الكرملين تقديمها من خلال استضافة كأس العالم، لا تتوافق مع الجرائم التي ترعاها روسيا في سورية. لا ينبغي لأحد أن يسمح للعلاقات العامة الرياضية بتغطية الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون على أيدي الحكومة السورية المدعومة من حليفها الروسي. ومن خلال تصحيح هذه الانتهاكات الفاضحة فقط تستطيع روسيا أن تضمن أن يكون حفل افتتاح كأس العالم حدثا جديرا بأن يحضره قادة العالم الآخرون”.
المصدر : العربي الجديد