قال مؤلف كتاب “أنا، ترامب”، رامون روفيرا، إن إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمر وارد، كاشفا عن نقطة ضعف الكبرى، حسبما جاء في مقابلة له مع صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن كتاب “أنا، ترامب”، كان يتحدث في بداية الأمر عن هيلاري كلينتون. لكن فوز ترامب غير المتوقع، غيّر مخططات الكاتب، رامون روفيرا، الذي كان مراسلا سابقا في واشنطن، بين سنتي 1996 و2000.
وقال روفيرا: “بعد مرور سنة، خيم خلالها شبح ‘روسيا غيت’ على البيت الأبيض فضلا عن قلة خبرة الرئيس في مجال السياسة، والنجاح الاقتصادي، يبدو أن ترامب، الآن، في وضع أفضل مما كان متوقعا عندما تسلم الرئاسة. كما تعد الموافقة على الإصلاح الضريبي من بين العوامل التي تقف في صف الرئيس الأمريكي. كما أن اقتصاد البلاد يمر بفترة ازدهار، حيث بلغت نسبة البطالة أدنى مستوياتها، وتكاد تكون منعدمة”.
ويرى الكاتب أن “ترامب استغل عاملا حاسما داخل المجتمع الأمريكي، وخلق حواليْ مليون وظيفة في قطاع الصناعات التحويلية خلال السنة الماضية. وعلى هذا النحو، قدّم الرئيس الأمريكي خطة لفائدة شريحة من المجتمع الأمريكي المتضررة من الأزمة المالية (1979)، التي انجر عنها انخفاض عدد عمال قطاع الصناعات التحويلية، الذي وصل إلى حدود 11 مليون عاملا، بحلول سنة 2010. وبهذه الطريقة فهم ترامب ضرورة كسب دعم هذه الشريحة من خلال فكرة بسيطة تلخصت في ‘أمريكا أولا'”.
ونقلت الصحيفة عن رامون روفيرا قوله إن “إهمال الولايات المتحدة الأمريكية لدورها العالمي الذي كانت تلعبه منذ الحرب العالمية الثانية في منطقة المحيط الهادئ، يعتبر بمثابة عامل فسح المجال أمام قوى أخرى على غرار روسيا والصين، لاحتلالها”.
وخلال سؤاله حول إمكانية فوز ترامب في انتخابات مقبلة، أكد روفيرا أن “هذا الأمر محتمل، خاصة في ظل الوضع الحالي للحزب الديمقراطي الذي يفتقر إلى مرشح قادر على التغلب على ترامب، والمقسم داخليا”.
وأورد الكاتب أن “ترامب تمكّن من منح الأمل لجزء كبير من السكان الأمريكيين، كما أنه اكتشف شكلا جديدا من أشكال التواصل، لم نشهده من قبل، والذي لا زال يؤتي ثمارا إلى غاية هذا الوقت. وبفضل شبكات التواصل الاجتماعي، تنامى عدد الموالين لترامب ليصل إلى حوالي 47 مليون شخص”.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال وصفه للرئيس غير النمطي، أفاد الصحفي أن “الرئيس الأمريكي يعاني من جنون العظمة، ونرجسي، ومدمن على الكذب، إلى درجة أنه لا يدرك في بعض الأحيان الأكاذيب التي يتفوه بها. لكن، يملك ترامب حاسة قوية تجعله قادرا على تصور وفهم ما يريده الناس، وما الذي تبحث عنه الأغلبية البيضاء في بلاده”.
ويرى الكاتب أن “أوباما مسؤول جزئيا عن فوز ترامب في الانتخابات. فمن جهة، لم يف أوباما بجزء من وعوده خاصة تلك التي تتعلق بالأمريكيين من أصل أفريقي، وهو ما سبب عزوف هذه المجموعة عن الانتخابات الأخيرة. من جهة أخرى، كان أوباما يملك معلومات حول ‘روسيا غيت’، إلا أنه لم يتحرك لعدة أسباب من بينها علاقة التنافس التي تربطه بهيلاري كلينتون”.
وأفادت الصحيفة أن مؤلف كتاب “أنا، ترامب”، أكد أن “إقالة ترامب عن طريق آلية سحب الثقة، أمر وارد. علاوة على ذلك، يعد التحقيق في القضية الروسية، كعب أخيل ونقطة ضعف ترامب. وفي هذا الصدد، يمكن أن يكتشف المحقق الخاص، روبرت مولر، العديد من الحقائق في القضية الروسية، التي تدين ترامب وبيئته المباشرة”.
وواصل روفيرا قائلا إن “عملية العزل ليست سهلة، كما أن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لم يشهد سوى حالتين، حيث لم تنجح أي منهما في عزل الرؤساء الأمريكيين. فضلا عن ذلك، لا يمكن أن تتم عملية العزل في غضون الأشهر الستة القادمة. وعلى الرغم من أن فضائع ترامب قد وصلت إلى مستويات عالية، إلا أنه لم يتخطى الخطوط الحمراء في المؤسسة الأمريكية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وقّع العديد من المراسيم، التي لم تشهد البلاد مثيلا لعددها الكبير منذ عهد ليندون جونسون. وعلق روفيرا قائلا “هذه المراسيم، ليست سوى جزءا من السيرك الإعلامي الذي يديره ترامب. وخير دليل على ذلك هو أن أغلب هذه المراسيم لم تطبق أو لم يوافق عليها الكونغرس”.
عربي 21