حالة قلق تعيشها ” سندس” منذ تحرير محافظة إدلب مطلع العام الماضي، فهي تعمل مدرّسة لغة إنجليزية في إحدى المدارس التابعة للنظام السوري، وتقبض راتبها من مدينة حماه الخاضعة تحت سيطرة النظام، فكانت تعاني حالة خوف في كل مرة تقبض بها راتبها بعد رحلة عناء طويل، في الوقت الذي أعلنت إدارة المدينة التابعة لجيش الفتح عن عدة مسابقات لتعين مدرسين لحاجة مدارس المدينة لمدرسين بكافة الاختصاصات، فاستشهاد بعض المدرسيين وهجرة الكثير أدى لنقص الكادر التعليمي في المحافظة، لكن “سندس ” تفضل البقاء في مدرستها التابعة للنظام.
تقول لصديقتها التي تذهب معها رحلة قبض الراتب:” كل مرة أستلم بها معاشي الشهري أفكر بأنها ربما تكون الأخيرة”، فكثيرة هي الأسباب التي دفعت “سندس” لقول ذلك، منها التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه الحكومة، وارتفاع الدولار حيث وصل لأكثر من 540 مقابل دولار واحد، بالإضافة للإشاعات المختلفة ومنها توقف الدعم المالي الروسي والإيراني للحكومة..
فقبل أشهر تأخرت الحكومة في دفع رواتب الموظفين وخاصة المعلمين وكانت الحجة دراسات أمنية عليهم، ليتم فصل أكثر من 1500 معلم من مدينة إدلب من أصل 28ألفا، وفي هذا المجال يؤكد الباحث الاقتصادي “سامر جمعة” كما نقلته موقع “الحل السوري”:” بأن النظام يسخّر مواردَه المالية بشكل أساسي لدعم جيشه والقوى الأمنية والميليشيات المساندة له، وهذا يثير مخاوف، من حصول عجز مالي في شركات ومؤسسات التابعة للحكومة، فقد عملت الحكومة على خفض مخصصاتها المالية، ما يجعل عائلات هؤلاء الموظفين في خطر حقيقي على اعتبار أن هذه الرواتب هي السبيل الوحيد الذي يمكّنها من إبعاد العوز والجوع على أقل تقدير”.
تلقت “سندس” عرضا للعمل مع إحدى المنظمات في مدينة إدلب براتب جيد 150دولار، لكنها رفضت خوفا من انقطاع راتبها الذي تتقاضاه من النظام لتقول:” صحيح أن الراتب 35ألف ليرة ولا يكفي حتى لأول عشرة أيام من الشهر، لكن توقّفه أو تأخّره أحيانا يشكل أزمة كبيرة لنا، فهو مصدر دخل ثابت بظل الظروف الصعبة”، في حين إن العمل مع منظمات يكون بعقود شهرية من الممكن أن تستمر ومن الممكن لا، الجدير بالذكر أن دراسة اقتصادية أجريت مؤخراً، وأظهرت أن حاجة الأسرة السورية المتوسطة “5أشخاص”، تقدر بنحو 142ألف ليرة كحد أدنى شهرياً، للبقاء على خط الفقر العالمي، وذلك وفقاً لمعايير الفقر العالمية التي حددها “البنك الدولي”، كما أظهرت دراسة سبقتها بفترة قصيرة، بينت بالتفصيل أن الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة السورية بلغ 172ألف ليرة شهرياً، شاملاً الحاجات الأساسية فقط.
حال “سندس” كحال كثير من المعلمات في محافظة إدلب، فقد أضعن فرصة القبول بالعمل مع إدارة المدينة ظنّا منهم أنه من الممكن أن يعود النظام للسيطرة على المدينة، بعد إشاعات طويلة، لتنتظر “سندس” ورفيقاتها أعلن لفرصة عمل جديدة مع الفتح، فقد توصلت “سندس” لقناعة أن راتب الحكومة في ظل هذا الظروف لا يكفي حبوب صداع، من ضجة التلاميذ المدرسة، كما أنها تعبت من الإهانات والاتهامات والخوف من الفصل التعسفي الذي تسمعه من موظف القبض كل مرة تذهب بها إلى حماه.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي