(CNN) — قال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، السبت، إن الأردن لن يذهب إلى مؤتمر لندن للمانحين المقرر انعقاده في 4 فبراير/شباط المقبل “للتسول من العالم”، بل لدعوة المجتمع الدولي إلى دعم الاقتصاد الأردني ليتمكن من مواصلة مسؤوليته الأخلاقية في رعاية اللاجئين السوريين في المملكة، مشددا على حرص بلاده على ألا يعامل اللاجئون في المخيمات وكأنهم “في معسكرات اعتقال”، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات النسور لوسائل الإعلام على هامش جولة قام بها إلى مخيم الأزرق للاجئين السوريين، شرق العاصمة عَمان، تحدث خلالها عن رسالة المملكة التي سينقلها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مؤتمر لندن، وسط تقديرات مالية لتغطية احتياجات المملكة بما قيمته 2 مليار و700 ألف دولار أمريكي للعام 2016، وفقا للنسور.
وقال النسور إن عدد اللاجئين السوريين على أراضي المملكة، بلغ مليون و260 ألف لاجئ بحسب التعداد السكاني العام الذي أعلنت نتائجه، السبت، مضيفا أن عدد اللاجئين في مخيمات اللجوء لا يتجاوز 120 ألف لاجئ، بينما يتوزع البقية في المدن والقرى الأردنية.
ووجه النسور رسائل سياسية واضحة إلى دول الجوار الخليجي والدول الأوروبية حيال استقبال اللاجئين في بلاده، قائلا إن الأردن “يفخر بالمدى الذي ذهب إليه في سلوكه مع اللاجئين السوريين”.
وأضاف: “لكن على العالم أن يعرف إذا لم نستوعب إخواننا السوريين وأعطيناهم بعض فرص العمل الممكنة، لازدادت المخاطر بأن يتجهوا إلى أوروبا، والأمر الآخر نحن لا نتسول العالم نحن نقوم بمسؤولية أخلاقية وإذا نظرنا إلى الدول التي تستوعب اللاجئين فسنجد أن سلوك المملكة الأردنية إزاءهم تم بأخلاقية وبمسؤولية وبحكمة وبإدارة صحيحة وبتخفيض صحيح”.
وتابع: “حقيقة نفخر بالمدى الذي ذهبنا إليه هذه هي الرسالة التي سينقلها جلالة الملك في مؤتمر لندن وهي مساعدة اقتصادنا وليس أن يرسل لنا العالم الخبز أو صناديق الزيت”.
ونوه رئيس الحكومة الأردنية إلى تحمّلها عبء اللجوء السوري بالنيابة عن دول أوروبا والدول العربية، وقال: “نحن نقوم بالنيابة عن إخواننا العرب بتحمل العبء.. إذا فتحنا حدودنا لخروج اللاجئين سيتجهون إلى دول أخرى”.
وفي سياق الحديث عن ضرورة توفير فرص عمل للاجئين السوريين في مؤتمر لندن، قال النسور: “إذا أنا لم أوفر فرص العمل ولم أفتح حدودي أين سيتجه اللاجئون السوريون، سيتجهون إلى الشواطئ الاوروبية، هذا الكلام سنقوله بكل وضوح نحن لا نريد أن يعامل السوريون في بلدنا كمعسكرات اعتقال”.
وفيما شدد النسور على أن السوريين في بلاده “أشقاء وليسوا سلعة”، بين أن القضية في التعامل مع اللاجئين السوريين ليست إحصائية أو متعلقة بالمسكن والأكل والشرب أو الرعاية الصحية فقط، مشددا على أهمية التعليم الذي اعتبره هدفا مهما جدا.
وتساءل النسور عن مصلحة البلدان المجاورة في حال عاد اللاجئون السوريين إلى سوريا بلا تعليم، وقال: “إذا عادوا إلى سوريا جهلة أين مستقبل سوريا، سيكون ذلك عبئا على كل جيرانها، مصلحة كل الجيران في رعاية الشعب السوري ثقافة وأمنا ورخاء وتعليما، من هنا سنتجه إلى العالم الأسبوع القادم وسيقولها الملك بوضوح أن القضية لم تعد قضية لجوء فقط بل هناك عبء أكبر بكثير، استخباري وأمني وتطرف وخلايا نائمة وكل أنواع المخاطر”.