أطلق ناشط سياسي سعودي يقيم في واشنطن ومقرب من نظام الحكم في المملكة التهديد الأوضح ضد دولة قطر بالتلميح أن مصير العائلة الحاكمة فيها سيكون مشابها لمصير الرئيس محمد مرسي في مصر، أي الانقلاب العسكري، وذلك بعد شهور قليلة من دعوته علنا لإقامة تحالف بين السعودية وإسرائيل.
ويروّج رئيس اللوبي السعودي في واشنطن الممول من السفارة السعودية في أمريكا لبناء علاقات بين الرياض وإسرائيل، وسط إشارات وأدلة على أنه يتعاون مع جماعات الضغط الصهيونية المساندة لإسرائيل في الولايات المتحدة.
ونشر الناشط السعودي سلمان الأنصاري، وهو مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية، التي تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا لها، تغريدة على “تويتر”، قال فيها: “إلى أمير قطر؛ بخصوص اصطفافكم مع حكومة إيران المتطرفة وإساءتكم لخادم الحرمين، فأود تذكيركم بأن محمد مرسي فعل الشيء ذاته، وتم عزله وسجنه”.
وفهم الكثير من المعلقين والمغردين والمراقبين بأن التغريدة تتضمن تهديدا مباشرا بأن السعودية قد ترتب انقلابا عسكريا في قطر، على غرار الذي حصل في مصر، فضلا عن أن التغريدة تمثل اعترافا واضحا بأن الانقلاب الذي أطاح بحكم الرئيس محمد مرسي في مصر عام 2013 كان بتدبير سعودي.
وقال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الذي يبث بالإنجليزية، في تقرير له، إن التغريدة أثارت غضبا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر المستخدمون أنها تمثل “تهديدا مباشرا لأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”.
ويُعدّ الأنصاري زعيم اللوبي السعودي في الولايات المتحدة، ويسود الاعتقاد بأنه ممول من المملكة بملايين الدولارات، حيث إنه يتولى تنظيم حملات العلاقات العامة لصالح الرياض في العاصمة الأمريكية واشنطن، كما أنه أحد المقربين من نظام الحكم في السعودية، وهو ما أعطى لتهديده أبعادا كبيرة.
وبحسب البحث الذي أجرته “عربي21” عن الأنصاري، فإن اللافت أنه أحد الداعين لإقامة علاقات مباشرة بين السعودية وإسرائيل، وتطبيع كامل بين الرياض وتل أبيب، حيث كان قد نشر مقالا بالإنجليزية العام الماضي يدعو فيه الإسرائيليين إلى المشاركة والمساهمة في “رؤية السعودية 2030″، وهو المقال الذي حصلت “عربي21” على نسخة كاملة منه وترجمته وأعادت نشره.
ويقول الأنصاري، في مقاله اللافت والمثير للجدل، إنه “من مصلحة كل من السعودية وإسرائيل تشكيل تحالف تعاوني، بل ذلك بات من مصلحة الشرق الأوسط الكبير، بل وكذلك من مصلحة تحالفاتهما العالمية”، لافتا إلى العلاقات التاريخية الودية بين الرياض وتل أبيب، بقوله: “إن المملكة العربية السعودية وإسرائيل التزمتا بسياسات خارجية مرشدة ومتوازنة على مدى سبعين عاما الماضية، ولم يسعيا بتاتا إلى اتخاذ إجراءات استفزازية أو عدوانية ضد بعضهما البعض”!
ويرى الأنصاري في مقاله، الذي نشرته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، في العام 2016، “إن أي تطبيع للعلاقات بين البلدين سيكون أيضا تطبيعا عربيا وإسلاميا للعلاقات مع إسرائيل، والتي ستقوم بلا شك بنشر الأمن وإضعاف التطرف في المنطقة”، وهو ما يشكل إشارة واضحة إلى أن الأنصاري يعتبر أن المقاومة الفلسطينية تطرفا، ويعتبر أن السعودية ستكون البوابة لإنهاء المقاومة وللتطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
وبينما يسعى الأنصاري، الذي يتقاضى الملايين من الرياض لترويج السياسة السعودية، إلى إقامة علاقات بين المملكة وإسرائيل، فإن صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الصادرة بالإنجليزية تكشف في تقرير لها أن “الحملة التي تعرضت لها دولة قطر في الولايات المتحدة مؤخرا إنما قام بها اللوبي الإسرائيلي في واشنطن”، الأمر الذي يفتح الباب واسعا حول ما إذا كان ثمة تعاون أصلا بين اللوبي السعودي واللوبي الصهيوني في واشنطن، ما دام زعيم اللوبي السعودي يحاول إقامة علاقات مع إسرائيل، وما دامت الحملة ضد قطر كانت متزامنة في الخليج والولايات المتحدة معا؟
العربي21