بعد عقد من الحرب الدّامية، أصبح التهديد الأكبر لرأس النّظام السوري هو الأزمة الاقتصادية بحسب ما نشرته “نيويورك تايمز” اليوم الأربعاء 24 شباط/فبراير واطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرّف.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على #انتهاك_الحقوق وضياعها
عندما سئل رأس النّظام في لقاء مع صحفيين مواليين لحكومته عن الانهيار الاقتصادي وانهيار سعر صرف العملة والارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية والنقص الحاد في الوقود والخبز أجاب بأنّه يعلم ذلك ولكنّه لم يقدّم خطوات ملموسة لوقف الأزمة.
مع اقتراب الذكرى السنوية العاشرة للحرب السورية، فإنّ التهديدات المباشرة لرأس النّظام ليست الفصائل المعارضة والقوى الأجنبية التي تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد، وإنّما الأزمة الاقتصادية الطاحنة هي التي أعاقت إعادة إعمار المدن المدمّرة وأفقرت السكان وجعلتهم يكافحون للحصول على ما يقيتهم من الغذاء.
كعادته لم يخرج رأس النظام عن تمسكه بالتفاهمات التي تميّز خطاباته في إلقاء اللوم على الرأسمالية العالمية وما يتبعها من غسيل المخ من قبل وسائل التواصل الاجتماعي والنيوليبرالية غير المحددة التي تقوّض البلاد.
وصل الاقتصاد السوري إلى أسوأ حالاته منذ اندلاع شرارة الثورة السورية عام 2011 فقد انحدرت الليرة السورية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار في السوق السوداء مما أدّى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات.
فقد زادت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، وحذّر برنامج الغذاء العالمي من أنّ 60% من السوريين أي ما يقارب 12.4 مليون شخص معرضون لخطر الجوع وهو أعلى رقم تمّ تسجيله على الإطلاق.
تطرّقت الصحيفة أيضاً إلى الطوابير التي يقف فيها السوريون للحصول على الوقود أو الخبز البائت في ظلّ انقطاع الكهرباء لساعات طويلة التي لا تكفي في بعض المناطق لشحن حتى الهاتف المحمول.
نقلت الصحيفة أيضاً ما قالته امرأة سورية في مناطق سيطرة النظام وهي تبكي من العار عن بيعها لشعرها وجسدها مقابل الحصول على وقود التدفئة وملابس لأطفالها إضافة لدجاجة مشوية كانت هي المرة الأولى التي يتذوّق فيها أفراد أسرتها طعم لحم الدجاج منذ عدّة أشهر.
تطرّقت الصحيفة في مقالها إلى زوجة رأس النظام التي غالباً ما تظهر بزي أنيق التي خاطبت المشاركين في مسابقة وطنية للعبوم وروجت للتعليم عبر الإنترنت مؤكدة أنّه يوفر الوقت والجهد والمال إضافة للعدالة من خلال جعل المعلومات متاحة لجميع الطلاب في جميع المناطق، لكنّها لم تتحدّث عن كيفية دراسة الطلاب عبر الإنترنت في ظل انقطاع الكهرباء.
يسعى النّظام إلى اتباع استراتيجية الحفاظ على غطاء محكم لأي ملامح معارضة له في البلاد، فقد قبض على مذيعة سابقة في أخبار التلفزيون الرسمي بسبب منشور لها علي فيسبوك تتحدث فيه عن الفقر والثراء.
قاطع مستشار رأس النّظام أيضاً أحد الصحفيين بغضب لطرحه سؤالاً حول كيف سيتعامل رأس النظام مع الغضب الذي ساد بين مؤيديه بسبب الوضع الاقتصادي المزري.
يقول موظّف في إحدى وزارات النّظام الذي ملّ من المقاومة الزائفة “نسمع يومياً تصريحات من الأسد وحكومته حول المقاومة والسيادة الوطنية، لكنّ الحكومة أغلقت آذانها وعيونها تجاهنا ولا تبدي أيّ اهتمام بظروفنا المعيشية”.
تختتم الصحيفة مقالها بأنّ رأس النّظام وبالرغم من ذلك الانهيار والسخط الشعبي، يتطلّع للفوز بالانتخابات الرئاسية الزائفة التي ستقام هذا الربيع وإقناع خصومه بالتخلي عن آمالهم في تغيير النّظام والقبول به كزعيم وحيد للدولة السورية.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع