“لا تيئس إذا رجعت خطوة للوراء.. فلا تنسَ أن السهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام” تلك كلمات أبي محمد (45 عاماّ) من بلدة الحولة النازح إلى ريف إدلب المحررة مع من بقي من الأهل عقب مجزرة الحولة، وهو يروي ما حدث في يوم الجمعة 25/5/2012 من مذبحة للأهل في الحولة، التي راح ضحيتها 108 أشخاص من المدنيين أغلبهم من الأطفال دون سن العاشرة ونساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة” لقد تظاهرت بالموت عندما انهال رصاص الحاقدين على أبنائي وأخي الوحيد.. الخوف والهلع من بطشهم ألجمني عن النطق والحراك، فقد عمد مسلحون وصلوا قبل غروب الشمس بقليل، بعضهم يرتدي زياً عسكرياً والبعض الآخر بملابس مدنية حليقو اللحى والرؤوس “الشبيحة” اقتادوا عائلات بأكملها إلى غرف وقتلوهم بدم بارد.. آه خسرت فلذة أكبادي وكم كان مؤلماً صراخهم وبكاؤهم .. والأكثر ألماً عجزي عن الدفاع عنهم”.
كما كشف ناشطون وناجون من مذبحة الحولة أن جنودا ومليشيا “الشبيحة” الموالية لبشار والمشكلة من الأقلية العلوية التي- ينتمي إليها- هم الذين نفذوا الهجوم على سكان القرية السُنّة وجاؤوا من قرية قريبة من منطقة الحولة.
تقول “أم مصعب” إحدى الناجين أصيبت بجروح (35 عاما) “لقد كنت أرقد بجوار مصابة أخرى بالقرب من رضيع ينزف من جرح عميق في صدره.. كما أن والدي وشقيقيّ لقَوا حتفهم”
كما ذكر فادي أن” 63 شخصاً من عائلة سنية واحدة اسمها عائلة عبد الرزاق قتلوا في منازلهم، كما عاد الشبيحة مرة ثانية في الساعة الثانية والنصف صباحاً وقتلوا أكثر من 15 شخصاً من عائلة السيد في منازلهم ونجا الرضيع علي عادل السيد بأعجوبة”.
دمدم “أبو محمد” بصوت عال ” بيقتلو الأبرياء وبينكرو القتل.. يا الله قديشو نظام فاقد لكل معايير الإنسانية وطبعاً كعادة النظام بيلزق التهم بغيرو وبينكر المجزرة يلي ارتكبها بحق الأبرياء من الأهالي المستضعفين، ونفى النظام ما ذكرته الأمم المتحدة وشهود عيان بأن الجيش كان ينشر دبابات في المنطقة وقت الهجوم”.
لقد اختبأ الناجون من المجزرة في أماكن بعيدة عن أنظار الموت يقول “عبدالرحمن” أحد الناجين” ساهمت في دفن الأبرياء شهداء المذبحة في مقابر جماعية، لقد كانت إصاباتهم قريبة ومنهم من ذبح كالنعاج بالسكاكين، ما يكشف عن همجية النظام ووحشيته في التعامل مع من يطالب بحقوق المواطنة والعيش بكرامة وأمان.. دفنوا جماعة وستشهد جروحهم وأحزانهم القبول والرضا عند من لا يظلم”
عاد “أبو محمد” مدمدماً آهات من بقي من الأهل قائلاً” صبراً أهل سوريا.. فإن الفجر قريب ورغم استمرا المجازر حتى الآن إلا أن الله لن يضيع دم الأبرياء من الأطفال والنساء وسينتقم من قاتليهم وستكون نهايتهم وشيكة”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد.