يصادف اليوم 3 حزيران/يونيو، الذكرى العاشرة لمجزرة ارتكبتها أجهزة الأمن السورية في مدينة حماه في جمعة “أطفال الحرية” عام 2011، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الذين تجمعوا للتظاهر، مع بداية الحراك السلمي الذي شهدته الثورة السورية.
مثّل خروج أبناء حماة في ذلك اليوم مفاجأة صادمة بالنسبة لنظام الأسد متمثلاً بالابن البار لأبيه في الإجرام، الذي ظنّ أن جرائم والده وعمه رفعت بحق المدينة قبل أربعين عام وقتلهما عشرات الآلاف من أبنائها وتدمير أحياء كاملة فيها.
في ظهيرة يوم 3 حزيران/يونيو 2011، وفي الجمعة التي أطلق عليها المتظاهرون اسم “جمعة أطفال الحرية” وأثناء توافد المتظاهرين من أحياء عدة بمدينة حماة إلى ساحة العاصي، للتظاهر وهم يحملون أطفالهم على أكتافهم وبأيديهم الورود وأغصان زيتون ، قام عناصر يتبعون لأجهزة أمنية عدة معظمهم من “شعبة الأمن العسكري”، بإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر على المتظاهرين قبيل وأثناء وصولهم إلى ساحة العاصي، واستمر إطلاق النار لمدة عشر دقائق، وفق ما أكد ناجون من المجزرة ومشاركين في الحراك السلمي آنذاك، وأضافوا أن معظم العناصر كانوا يرتدون الزي العسكري باللون الأخضر غير المموه، وكان بينهم عناصر بلباس مدني وصفهم الناجون بـ”الشبيحة” وقالوا أنهم قوة رديفة غير رسمية.
ونُشرت القناصة فوق أسطح المباني الحكومية والسكنية في ثلاث مناطق رئيسية وهي؛ منطقة المرابط حيث تمركزت قوات الأمن في ملجأ الأيتام والمباني المحيطة فيه لاستهداف المتظاهرين القادمين من أحياء منطقة السوق (الجراجمة وباب القبلي والشيخ عنبر والتعاونية والشجرة وثمانية أذار)، وفي منطقة الحاضر، وتمركزت على مبنى الحزب الجديد وقيادة الشرطة لاستهداف المتظاهرين القادمين من أحياء المناخ والحميدية، والمتظاهرين الذين سيتجمعون في شارع سعد العاص وحتى جسر العبيسي، إضافة إلى منطقة ساحة العاصي، وتمركزت القناصة أيضاً فوق مبنى المحافظة والمركز الثقافي ومجمع عبد الباقي ومبنى النفوس القديم ومبنى الحزب القديم لاستهداف المتظاهرين الذي سيصلون إلى ساحة العاصي من مختلف المناطق التي تؤدي للساحة وهي ( الحاضر، المرابط، الدباغة، شارع العلمين)، كما تجمع العناصر أيضاً في وسط ساحة العاصي بعتادهم الكامل.
وأكد ” أبو فيصل الحموي ” أحد الناجين من تلك المجزرة المروعة عن مقتل ما يقارب 600 شخص بينهم أطفال،وإصابة العشرات من المتظاهرين .
أما ما بقي جثثهم قرب الساحة فقد قام النظام السوري بحملهم بالجرافات ودفنهم بمقبرة جماعية قرب المدينة .
كما شهدت مدينة حماة حملة أمنية واسعة طالت الشبان .
وفي اليوم التالي للمجزرة، خرج أهالي المدينة لتشييع الضحايا، ليعثروا على جثث عشرات الأشخاص كانوا قد قضوا برصاص قوات الأمن يوم المجزرة .
فتاريخ نظام الأسد مليء بالجرائم والمجازر ضد الشعب السوري ولا يمر يوم إلا ويستذكر فيه الشعب السوري المجازر التي ارتكبت ضده من هذا النظام .
نشرت الحكومة المؤقتة في ذكرى المجزرة بياناً قالت فيه:
“حقوق الشعب لا تسقط بالتقادم ، والمحاكمة العادلة قادمة لا محالة، لكل من سفك دماً حراماً، وأمامنا الكثير من المهام والمسؤوليات، لكننا على ثقة بان الحق يعلو ولا يعلى عليه، وبأن أهداف وحقوق الشعب السوري ستتحقق” .
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع