المركز الصحفي السوري – أحمد الجربان
عبد الحكيم مصطفى الحصري، ولد في معرة النعمان بريف ادلب الجنوبي عام 1983، بدأ في الثورة السورية كرجل بخاخ ، على جدران مدينة إدلب الخضراء، بعبارات ثورية تطالب بالحرية، كان من أوائل المشاركين في الحراك السلمي، ينظم المظاهرات، ويُحمل على الأكتاف من أجل أن الهتاف ، أصيب برشقة طلقات نارية غادرة من الأمن العسكري بإحدى المظاهرات في مدينة خان شيخون، حيث بدأت قوات الأمن تلاحقه من مشفى إلى آخر، من أجل إلقاء القبض عليه،لإنهم يدركون لن يستعيطوا إمساكه وهو في صحته، حتى عندما أصبح جريحاً لميقع بين أيديهم.
عندما عادة صحته جيدة، بدأ ’’حكيم’’ في الحراك المسلح،بعد ارتكاب قوات النظام لعدة مجازر بحق المتظاهرين السلميين والأهالي ، حيث قام بتدريب الجنود المنشقه عن صفوف النظام ، والشباب المتطوعة من المدنيين، كانت أولى الكتائب التي أشرف على تدريبها “الفتح المبين” من تشكيلات القوى المسلحة في ريف ادلب التي خرجها “الحصري”، خاض معارك كثيرة، في أغلب مناطق إدلب، وريف حماه”مورك”وحلب”والساحل، وأهمها معارك معرة النعمان بقناصته التي لا تخطأ، حيث أصبح لقبه “مرعب معسكري وادي الضيف والحامدية”.
معسكرين وادي الضيف والحامدية، يمتدان بمساحة ستة عشر كيلو متراً ،على أطراف مدينة معرة النعمان الشرقية والجنوبية، يتألفان من عشرات الحواجز والكمائن العسكرية، ومئات الجنود والضباط، بحسب تقييم قوة الحواجز العسكرية، يعد معسكر وادي الضيف من أضخم المواقع للنظام السوري في ريف إدلب.
حدثت مجازر كثيرة كانت أسبابها قذاف الغدر التي تطلق من وادي الضيف، منها مجزرة المسجد الحصري في معرة النعمان بمنتصف عام 2012، حيث سقطت عشرات الشهداء والجرحى.
كان ’’حكيم’’ لا يكل ولا يمل، مرابط على ثغور الجبهات ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً، ليتكمن من قنص أكبر عدد لجنود النظام،
أحتجز عشرات الضباط والجنود، من خلال نصب كمائن لهم، على الطريق الدولي ’’حلب*دمشق’’، منهم من أنضم لكائب الثوار في المدينة، ومنهم سلمهم لأهلهم، بشرط عدم عودتهم لصفوف النظام.
كان “حكيم” الأب والأخ للثائرين، يعطف على الصغير والكبير،
وإن أردنا التكلم عن صفاته الجميلة، فالكلمات غير كافية على وصفه، عمل مسعف للمصابين ، ومساعداً للمحتاجين، ومرصد لتحركات قوات النظام الغادره…الخ.
استشهد حكيم بأوائل عام 2014، في مكان لا يصله إلا الأبطال،حيث تسلل إلى أقرب النقاط المتواجده بها قوات النظام، كان هناك لغم غادر من أيادي الجنود المجرمة، انفجر به عند اقترابه.
لم يتمكنوا الثوار أن يجلبوا جثته، لقنص كل من أراد الاقتراب منه،
فبعد تحرير معسكر وادي الضيف من قوات النظام ، تمكن فريق الدفاع المدني أن يخرج جثة ’’حكيم’’ من بئر للمياه،
حتى كان ’’الحصري’’ مرعبهم بعد استشهاده ،فقاموا برميه ببئر.
كان تلك اليوم مؤلم جداً لأهالي المدينة ، أبكى الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال، لم يكن له أعداء ، سوى قوات النظام السوري، بيوم استشهاده، كان عيدً لوادي الضيف والحامدية، لإن عند ذكر اسمه ، كان الرعب بقلوب الضباط قبل الجنود.
ذهب “حكيم” عن الحياة، لكن لم يفارق قلوب أهله وأصدقائه، صاحب الأخلاق الطيبة، يبقى رمز للكرامة والرجولة في معرة النعمان ،