تأمل الكاتبة منى يعقوبيان في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس الأمريكي أن تولد فرصة غير متوقعة لبناء السلام في سوريا مع انتشار جائحة كوفيد- 19 في الشرق الأوسط، وأن يؤدي هجوم الفيروس الفتاك إلى خلق فرصة لتخفيف حدة الصراع، مما يوفر “استراحة” من ويلات الحرب التي دامت ما يقارب من عقد من الزمن.
الأمم المتحدة: الوباء يمكن أن يؤدي إلى كارثة في سوريا بسبب نظامها الصحي المدمر والسكان الضعفاء
وأشارت الباحثة إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق نار على مستوى العالم، بما في ذلك سوريا، محذراً من عاصفة” كوفيد- 19″ الوشيكة، حيث يمكن أن يؤدي الوباء إلى كارثة في البلاد بسبب نظامها الصحي المدمر والسكان الضعفاء، مع إشارة خاصة إلى إدلب التي أستهدفها هجوم وحشي لنظام الأسد.
وسلط مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير بيدرسن الضوء على الخطوات الحاسمة لنزع فتيل الصراع ومحاربة الوباء، وهي وقف إطلاق نار مستدام ولإطلاق سراح المعتقلين على نطاق واسع وتحسين وصول المساعدات الإنسانية والتنازل عن العقوبات التي تعيق القدرة على مكافحة الوباء.
وتوفر الإجراءات التي اقترحها بيدرسون خريطة طريق للتسوية السلمية، وهي إجراءات تُجسد قرار مجلس الأمن رقم 2254، وقالت يعقوبيان إن الوباء وتهديده لجميع أطراف الصراع السوري يمكن أن يكون حافزاً في تغيير الحسابات.
وأضافت الكاتبة أن وباء كوفيد- 19 قد يحد بالفعل من وتيرة الصراع في سوريا، وأشارت إلى أن اتفاق إطلاق النار الهش في 5 مارس بين روسيا وتركيا بشأن أدلب ما زال سارياً إلى حد كبير، دون أي ضربات جوية منذ 6 مارس، كما لم يشهد شمال شرق سوريا أي قتال كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية.
النقاد: بالنظر إلى التاريخ الطويل من الجهود الفاشلة لبناء السلام في سوريا، ما هو سبب الاختلاف هذه المرة؟
وأكدت يعقوبيان على أهمية إطلاق سراح السجناء في سوريا خلال تفشي فيروس كورونا وأشارت إلى أن سجون النظام مزدحمة جداً ويمكن أن تحرض على انتشار الفيروس، وقد سلطت الأمم المتحدة الضوء على “خطر حدوث إصابات جماعية” مما يعرض كل البلاد للخطر في نهاية المطاف.
وشدد المقال على أن تعزيز المساعدات الإنسانية في سوريا، الذي تعرقله قوات النظام، سيكون حاسماً في مكافحة الوباء، وعلى وجه التحديد يجب على النظام السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى معبر اليعيرية الحدودي المغلق في شرق طوال فترة الأزمة، وإلا ستنهار منطقة شمال شرق سوريا تحت الفيروس.
وخلصت الكاتبة إلى التعامل بإيجابية مع هذه الخطوات قد يدعم حملة واسعة لمكافحة الوباء وتخفيف حدة النزاع بشكل كبير، ولكن بالنظر إلى التاريخ الطويل من الجهود الفاشلة لبناء السلام في سوريا، فإن النقاد يسألون عن سبب الاختلاف هذه المرة.
نقلا عن القدس العربي