قال الكاتب كاس فريمان إن القوى الإمبريالية الأوروبية والولايات المتحدة أخطأت عند محاولتها فرض القيم الغربية على الشرق الأوسط، وإن أميركا أخطأت في غزو العراق وفي عدم توجيه ضربة للنظام السوري.
وأوضح الكاتب في مقال بمجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية أن الولايات المتحدة أساءت الفهم عندما أرادت تحويل العرب والفرس والأتراك في الشرق الأوسط إلى القيم العلمانية للتنوير الأوروبي، وجعلهم يؤمنون بالديمقراطية.
وأضاف أن الغرب أخطأ عندما حاول فرض نماذج الحكم الغربي على أمم الشرق الأوسط، ومحاولة جعلها تحل مكان الأنظمة الأصلية الإسلامية، كما أن الغرب أخطأ عندما حاول إقناع أهالي المنطقة بقبول دولة يهودية وسطهم.
وأضاف أن الإدارة الأميركية القادمة ستكون غير قادرة على التأثير في تطور منطقة الشرق الأوسط، وأن الملامة تقع على الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما.
ضرب سوريا
وأوضح أنه كان يجدر بالرئيس أوباما توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف: لو أن أوباما لم ينسحب من العراق، ولو أنه رفض المساومة مع إيران بشأن المسائل النووية واستمع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكانت حال الشرق الأوسط مختلفة، ولكانت للولايات المتحدة الآن كلمتها في المنطقة، بحسب قول الكاتب.
كما انتقد الكاتب سياسات أميركا في الشرق الأوسط، وقال إن الولايات المتحدة وشركاءها في المنطقة طوروا مصالح وأولويات متناقضة، وأضاف أنه حتى لو وجدت قيم مشتركة في ما بينهم، فإنها تبقى متباينة بشكل متزايد، وقال إن كل ذلك عائد للأخطاء التاريخية الأميركية، ولكون السياسات الأميركية أتت بنتائج عكسية.
وأضاف أن الولايات المتحدة فشلت في تحويل الانتصار على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى سلام في العراق، وفشلت في الحفاظ على توازن منطقة الخليج. وقال إن الولايات المتحدة تحتاج إلى تطوير وتنفيذ إستراتيجيات لكيفية إنهاء الحروب.
وأشار إلى الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وتحدث عن كيف تسبب الكم الهائل من اللاجئين السوريين في تهديد استقرار الاتحاد الأوروبي، وقال إن الولايات المتحدة تحتاج إلى إيجاد بديل عن الحماية الدائمة لمنطقة الخليج.
نفوذ إيران
وقال إن غزو العراق كان خطا غير مبرر، وأضاف أنه تسبب في بسط إيران نفوذها على العراق وسوريا ولبنان. وأضاف أن الغزو تسبب في صراع طائفي في العراق، منذرا بالانتشار في المنطقة والعالم الإسلامي.
كما تسببت سياسات أميركا والغرب في الشرق الأوسط بنشوء ظاهرة التطرف والإرهاب، حيث يرى المتطرفون أن أميركا والغرب هي التي تدعم الحكام الطغاة.
وأضاف أن ما تسببت به الولايات المتحدة من زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط ومن تهيجات سياسية واجتماعية فيه هو ما أدى إلى هجمات 11 سبتمبر ضد أميركا نفسها.
مركز الشرق العربي