انتقد الكاتب روي غوتيمان في مقال بمجلة ذا ديلي بيست الأميركية إستراتيجية الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تستهدف بالقصف الجوي المستشفيات الواقعة تحت سيطرة المعارضة في سوريا.
وقال الكاتب إن النظام السوري يبذل كل ما بوسعه لجعل الحياة أكثر صعوبة في الأجزاء الواقعة تحت سيطرة المعارضة من مدينة حلب، وإنه قصف ستة مرافق طبية نهاية الأسبوع الماضي بالمدينة المحاصرة.
وأوضح أن نظام الأسد يتبع إستراتيجية الحصار والتجويع ضد سكان المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة على مبدأ “استسلم أو مت جوعا”، لكنه في حلب ينتهج إستراتيجية مختلفة وهي “استسلم أو مت” فورا.
وقال غوتيمان إن طيران الأسد وبوتين قصف بين الخميس والسبت الماضيين عددا من المستشفيات، من بينها بنك الدم الوحيد ومختبر الطب الشرعي الواقعة في حي الشعار أكبر الأحياء وأشدها فقرا في شرقي حلب.
وأضاف أن القصف طال مستشفى الأطفال ومستشفى الولادة، وهما ليسا الأكبرين في المدينة ولكنهما يخدمان نحو 75 ألف نسمة، وأن نحو 12 ألف شخص يراجعون المستشفيات شهريا.
إفراغ المنطقة
وأشار غوتيمان إلى أن النظام السوري أعلن الثلاثاء الماضي أنه يهدف إلى إفراغ حلب الشرقية من سكانها بشكل كامل، وأن النظام دعا جميع المواطنين المحاصرين في رسائل نصية للانضمام إلى “المصالحة الوطنية” وطرد من وصفهم بـ”المرتزقة الأجانب” من مناطقهم.
وأوضح الكاتب أن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة من شرقي حلب البالغ عدد سكانها نحو ثلاثمئة ألف تعاني من حصار النظام منذ العاشر من الشهر الجاري، وذلك في أعقاب هجوم مشترك عليها يشمل قوات جوية روسية وقوات أرضية إيرانية ومليشيات حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري بهدف قطع طريق الكاستيلو الذي يشكل طريق الإمداد بين المعارضة هناك وتركيا.
وأضاف غوتيمان أن النظام السوري وروسيا يقصفان مدينة حلب منذ بداية الشهر الجاري وبشكل يومي تقريبا بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وأنهما يستهدفان بالقصف المستشفيات في كل الأنحاء، كما قصفا مستشفى في بلدة الأتارب شمالي مدينة حلب قرب الحدود مع تركيا.
ولفت إلى أن الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي لم يذكر الاثنين الماضي تعرض المستشفيات الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب للدمار، ولا قام أي من الصحفيين بسؤاله للتعليق على هذا الموضوع.
وأضاف أنه حتى لو تعرض مسؤول في الخارجية الأميركية لسؤال كهذا فإن لديه جوابا جاهزا بلغة خاصة، فالخارجية الأميركية تشير إلى القصف على أنه أمر “غير معقول” ولكنها لا تسميه جرائم حرب.
واكتفت الخارجية الأميركية بالتعليق على تعرض مستشفيات المعارضة في حلب للقصف بالقول إنها تحاول جمع الحقائق، بينما هذه الحقائق تم توثيقها على المستوى العالمي.
وقال الكاتب ساخرا إن الحكومة الأميركية تصنف كل المعلومات المتعلقة بالقصف في سوريا، وإنه بعد مرور أسابيع على حدوث هجمات كبيرة فإن المسؤولين الأميركيين لا يخبرون عمن هو المسؤول عن هذه الهجمات، وذلك بدعوى أنها لا تزال قيد الدراسة.
مركز الشرق العربي