قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، اليوم الخميس، إنّ اللقاء الروسي – الأمريكي المزمع عقده في موسكو خلال الساعات المقبلة، “يحمل أهمية بالغة، من حيث وقف الاعتداءات الجوية العشوائية، وإيجاد صيغة معينة لمرحلة الانتقال السياسي”.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خلال زياته لموسكو اليوم وغداً، عدداً من المسؤولين الروس رفيعي المستوى لبحث الأزمة السورية، إضافة إلى الوضع في أوكرانيا وقضية إقليم “قرة باغ”، بحسب بيان للخارجية الأمريكية أصدرته أمس الأول.
وجاءت تصريحات دي مستورا، في مؤتمر صحفي مشترك عقده في مكتب الأمم المتحدة بجنيف السويسرية، مع مستشاره جان إيغلاند، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب أمين عام المجلس النرويجي للاجئين.
وشدد “دي مستورا” على ضرورة الاستعداد الجيد للجولة الثالثة (لم يتحدد موعدها بعد) من محادثات السلام السورية، معتبراً أنها “ستكون خارطة طريق لعملية الانتقال السياسي”، كما أعرب عن أمله في أن تسفر عن نتائج جدية.
ورداً على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي قال فيها قبل يومين، إنّ “دي مستورا أهمل واجباته”، أوضح الأخير، أنه “يأخذ رسالة لافروف على محمل الجد، ويتفهم استعجاله لاستئناف محادثات السلام السورية”.
وتابع دي مستورا قائلاً “نحن جاهزون للجولة القادمة من محادثات السلام السورية، ونرغب في بدء المحادثات، ولكي نستطيع التوصل إلى نتائج إيجابية من هذه المحادثات، فإننا بحاجة إلى مساعدة الراعيتين للعملية (روسيا والولايات المتحدة)، ولا نريد أن تكون هذه الجولة مثل “جنيف 2″، لذا علينا أن ننتظر ما سيسفر عنه لقاء موسكو، وآمل أن يخرج الطرفان باتفاق ويحققا تقدما بخصوص الأزمة السورية”.
ولم تسفر محادثات جنيف 2 (جرت في مارس/آذار الماضي)، عن النتائج المطلوبة لإنهاء الأزمة السورية، ورفضت المعارضة الاستمرار بها، بسبب عدم تحقيق المجتمع الدولي لشروطها المتمثلة في تحسين الأوضاع الإنسانية، بفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين وخاصة الأطفال والنساء، وإيقاف روسيا غاراتها الجوية.
من جانبه أفاد إيغلاند الذي يترأس مجموعة العمل من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، أنّهم تمكنوا من توزيع المساعدات على 62٪ من المحاصرين في مختلف المناطق السورية، لافتاً إلى وجود محاولات لإيصال 19 قافلة مساعدات إنسانية إلى حي الوعر بمحافظة حمص الذي يعيش فيه قرابة 75 ألف شخص.
وحذّر إيغلاند من احتمال حدوث كارثة إنسانية جديدة في منطقة “مضايا” بريف دمشق، في حال لم يتم إرسال مساعدات جديدة إليها، مشيراً أنّ سوء التغذية والمجاعة بدأتا بالظهور مجدداً في المنطقة المذكورة.
ولفت إيغلاند إلى انقطاع طريق “كاستيللو” الذي يعتبر المنفذ الوحيد لقرابة 200 ألف شخص يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة السورية بمحافظة حلب، منوهاً أنّ شرق المحافظة معرّضة للحصار في حال شُلّت الحركة في الطريق المذكور.
الأناضول للأنباء