أدان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، القصف “المرعب وغير المسبوق” على مدينة حلب السورية، مشيرا إلى أن التسليم بتواجد “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة في المدنية لا يبرر هذا العنف.
وقال دي ميستورا للصحفيين، اليوم الأحد، عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني المتردي في حلب، إنه والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يواصلان العمل من أجل التوصل إلي حل لما وصفه بـ”الرعب غير المسبوق في سوريا”.
وأضاف أن “الأمم المتحدة ستواصل العمل من أجل التوصل إلي حل، ولا ينبغي أبدا أن نيأس من إمكانية توصل روسيا وأمريكا إلى توافق بشأن اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في التاسع من الشهر الجاري”.
ووصف المبعوث الأممي الغارات الجوية التي تشنها القوات الروسية والسورية علي حلب حاليا بأنها مستويات “مرعبة وغير مسبوقة من العنف”.
واستطرد: “حتى لو سلمنا بوجود عناصر جبهة النصرة في حلب، وهو ما تقر به الولايات المتحدة نفسها، لكن ذلك لا يمكن أبدا أن يكون مبررا لهذا القصف غير المسبوق كما وكيفا على المدنيين”.
وأوضح دي ميستورا أن “سوريا أصبحت مثالا على فشل المجتمع الدولي”، مؤكدا في الوقت نفسه “مواصلة جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل”.
وعقد مجلس الأمن الدولي (ظهر اليوم بتوقيت نيويورك) جلسة طارئة بطلب من واشنطن ولندن وباريس لمناقشة الوضع الإنساني المتردي في حلب السورية.
وخلال تلك الجلسة، طالب مندوب النظام السوري بالأمم المتحدة، السفير بشار الجعفري، دي ميستورا بالعمل على تشكيل وفد واحد من المعارضة للتفاوض معها في جنيف بشأن حل الأزمة.
وقال مندوب النظام: “نحن مستعدون إلى الذهاب للتفاوض مجددا في جنيف، ولكننا لن نتفاوض مع وفود إرهابية متعددة، نحن نطلب من السيد ستيفان دي ميستورا تشكيل وفد واحد للمعارضة، لكي يجلس معنا على الطاولة، نحن مستعدون للانخراط في حوار سوري سوري وليس حوار سوري إرهابي”، على حد وصفه.
وانتقد ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى جانب الأمانة العامة للأمم المتحدة إزاء بلاده متهما الدول الثلاث بعدم قول الحقيقة وتقديم الدعم للجماعات الإرهابية، على حد زعمه.
وتشن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة تسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين منذ انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري (أبرمتها واشنطن وموسكو)، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.
وتعاني أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي منذ أكثر من 20 يوماً وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية يهدد حياة حوالي 300 ألف مدني موجودين فيها.
الأناضول