قال المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا, يوم الخميس, إن الوقت غير مناسب لمبادرات جديدة بشأن سوريا, داعيا موسكو وواشنطن الى التسريع في اجراء المفاوضات السورية.
وتناقلت وسائل اعلام عن دي ميستورا قوله انه ” يأمل في التوصل لاتفاق سريع بين الروس والأمريكان بشأن سوريا”, مشيرا الى أن “هناك افتقار للثقة بين الجانبين الروسي والأمريكي بشأن حلب”.
وجاء ذلك عقب اعلان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن مباحثات روسية امريكية خلال ساعات قصيرة للتوصل إلى اتفاق نهائي حول الوضع بحلب, عقبه اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري شذذا فيه على ضرورة فصل المعارضة السورية ” المعتدلة” عن “الإرهابيين”.
وكانت واشنطن نفت, مؤخرا, صحة الأنباء الروسية القائلة بوجود أي تنسيق عسكري بين واشنطن وموسكو في سوريا ولا سيما قصف مسلحي حلب واجلائهم من المدينة، مؤكدة أن ما تداولته وسائل إعلام عن التوصل لاتفاق بين الدولتين “عار من الصحة”, في حين اعربت موسكو “عن الاسف” لاستمرار التباعد مع واشنطن بشان التعاون في سوريا.
وأوضح دي ميستورا انه “على الرغم من التعقيدات فإن السعي ما زال متواصلا لوقف اطلاق النار في حلب بأسرع وقت ممكن”, معربا عن “خيبة امله لعدم التوصل الى هدنة في المدينة”.
وتجري مناقشات دولية مكثفة حول امكانية ادخال مساعدات الى حلب, التي تشهد بشكل يومي اعمال قصف ومعارك بين اطراف النزاع, لا سيما بعدما حققت فصائل معارضة بعض المكاسب في قتالها ضد الجيش النظامي, مادفع بموسكو الى اطلاق هدنة لمدة 3 ساعات يوميا لإيصال المساعدات الى مدينة حلب بدءا من يوم 11 آب. إلا أن الامم المتحدة وجدتها “غير كافية” للوصول لجميع المحتاجين, مشددة على الحاجة لهدنة 48 ساعة.
وأضاف الموفد الاممي “نستطيع دخول حلب فورا بمجرد التوصل لهدنة لكن لم نحصل على إجابة من الحكومة السورية على طلبنا بإدخال مساعدات”.
وكان دي ميستورا دعا, السبت الماضي, جميع الأطراف المتحاربة إلى الموافقة بحلول يوم الأحد على إعطاء ضوء أخضر لأول تسليم آمن لإمدادات الاغاثة إلى مدينة حلب, كما طالب مؤخرا بهدنة إنسانية في حلب لمدة 48 ساعة أسبوعيا, مشيرا الى ان روسيا وافقت على هدنة إنسانية في حلب، لكن الأمم المتحدة تنتظر ضمانات من أطراف أخرى على الأرض، الأمر الذي لاقى تأييداً امريكيا.
وعبر دي ميستورا عن خشيته من تكرار ما حدث في داريا في مناطق أخرى.
وكان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين وصف، يوم الثلاثاء، إجلاء سكان مدينة داريا بريف دمشق، بموجب اتفاق، بأنه “انتهاك” للقانون الدولي، محذرا من أن يشكل ما حدث في داريا سابقة، ستتكرر في مدن سورية أخرى، وقال “من المهم، بالدرجة الأولى، تمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم، طوعا ومع الحفاظ على كرامتهم وسلامتهم، حالما تسمح الظروف بذلك”.
وبدأ، يوم الجمعة 26 اب، تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي فصائل معارضة سورية من مدينة داريا، حيث وصلت سيارات تابعة لمنظمة “الهلال الأحمر السوري” إلى المدينة، عقب اتفاق تم التوصل اليه بين النظامي وفصائل المعارضة بالمدينة.
وعن التدخل العسكري التركي في سوريا, لفت دي ميستورا الى ان الأمم المتحدة تتابع تأثير هذا التدخل.
ويواصل الجيش التركي عملياته والتي بدأها, في 24 اب الماضي, عملية عسكرية في جرابلس الحدودية, حيث تمكنت فصائل معارضة سورية, مدعومة من تركيا, من السيطرة على مدينة جرابلس بالكامل، بعد معارك مع “تنظيم الدولة”, كما انتزعت عدة قرى في جنوب غرب المدينة من الاكراد والتنظيم.
وكان مسؤول أمريكي اعلن منذ يومين عن التوصل لاتفاق بوقف اطلاق النار بين الأتراك وقوات كردية في سوريا , في حين أكدت تركيا رفضها التصريحات حول التوصل لهذا الاتفاق., نافية وجود اتفاق مع الاكراد.
واثار التدخل التركي ادانة من الحكومة السورية, قلق روسي بشان الوضع على الحدود السورية – التركية, فيما ابدت واشنطن موقفا غير مرحبا, معتبرة ان التوغل التركي في الشمال ” يعقد تشكيل جبهة موحدة” ضد (التنظيم), داعية انقرة الى التركيز عى محاربة “تنظيم الدولة” وعدم استهداف اكراد المعارضة السورية, في حين اعلنت تركيا, على لسان عدد من مسؤوليها, ان العملية ستسمر في سوريا, حتى زوال كل التهديدات التي تهدد تركيا.
سيريانيوز