حملات شعبية نادت بمقاطعة الانتخابات معللةً ذلك بأن ما يسمّى بـ “الاستحقاق الانتخابي” لن يؤدي إلى أيّ تغييرات منشودة في البلاد حسب وصفها, فما هو التغيير الذي قد تحدثه هذه الانتخابات, والنتيجة واحدة بالرغمّ من تغيّر وجوه العملة !!!!؟؟؟
وافق مجلس صيانة الدستور الإيراني على 7 مرشحين من بين 590 مرشحاً، ولكن لم يكن أحمدي نجاد أو علي لاريجاني أو إسحاق جهانغيري بين أولئك المقبولين, ولم يذكر المجلس أيّاً من أسباب رفضهم بالرغم من أنّهم من أبرز قادة النظام الإيراني السابق, إلاّ أنّ المرشد الأعلى يبدو أنّه يريد أن ترسو الانتخابات على شخص محدّد دون غيره, فتكون انتخابات شعبية يشوبها تنافس مزيف وتكون نتائجها محدّدة مسبقاً.
فاز المرشح الرئاسي “إبراهيم رئيسي” في الانتخابات التي أجريت أمس، كما كان متوقعاً من قبل معظم سكّان البلاد في استطلاعات، رأي وصفته بـ “المرشح الأوفر حظّاً” في الانتخابات التي قاطعها الكثيرون ممن لا يرون في فوزه حظاً بقدر ما هو أمر محتوم ومخطّط له من قبل المرشد الأعلى وحكومته.
من هو إبراهيم رئيسي!!!؟؟
إبراهيم رئيسي رجل دين في عقده السادس من العمر, ويعتبر أحد المقرّبين من المرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي” وكان أحد طلابه وينحدر الاثنان من مدينة “مشهد” الواقعة شمال شرق إيران.
شغل رئيسي عدّة مناصب في السلطة الإيرانية قبل وصوله إلى منصب الرئيس, فقد شغل منصب رئيس السلطة القضائية في إيران عام 2019 وكانت مهمته الرئيسية التي كلفه بها المرشد “مكافحة الفساد” إلاّ أنّ رئيسي استغل منصبه للتخلّص من كل من ظنّ أنّه يمكن أن ينافسه في الانتخابات كــ “صادق لاريجاني” وغيره بتهمة الفساد حتّى أنّ رئيسي لقّب نفسه بــ “عدوّ الفاسدين” وكأنّه غريب عن الفساد.
شغل رئيسي أيضاً منصب رئاسة مؤسسة “أستان قدس رضوي” التي تشرف على شؤون ضريح الإمام رضا في مشهد، الذي يعد من أبرز المواقع لدى الطائفة الشيعية.
وتولى أيضاً منصب المدعي العام للثورة الإسلامية في طهران ورئيس مؤسسة المتابعة والتفتيش العامّة, ثم انتُخب في مجلس الخبراء ممثلاً عن محافظة خراسان.
عرف رئيسي بتشدده ومغالاته وتورطه في إعدامات جماعية بحق معارضين في ثمانينيات القرن الماضي, وكان عنصراً أساسياً مما يعرف بـ “لجنة الموت” التي ضلعت بإعدام آلاف المعارضين.
انتخابات إيران وسوريا..
لا تختلف الانتخابات الرئاسية في إيران عنها في سوريا التي أصبحت مرتعاً للميليشيات الإيرانية، فانتخابات سوريا كان فيها مرشحان مع رأس النظام الذي فاز فيها بنسبة تخطّت الـ 95 بالمائة, في مسرحية هزلية لاقت سخرية من معظم دول أوروبا والعالم.
هناك نقطة خلاف في الانتخابات أو إن صحّ القول “في مسرحية الانتخابات” ما بين سوريا وإيران، فسوريا الفائز واحد شكلاً ومضموناً مثّله المعتوه “بشار الأسد” أمّا في إيران فقد يختلف الشكل والاسم ليكون رئيسي محلّ روحاني ليمثّل مضموناً واحداً لا تغيّر فيها.
الجدير ذكره أنّ رئيسي كان أحد الأسماء التي أدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة الخزانة الأمريكية ضمن قائمة العقوبات، بسبب انتهاكاته في مجال حقوق الإنسان.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع