يقول خبراء أن جبهة النصرة كانت تسعى لاستنزاف موارد حزب الله وتأمين خطوط إمداد في هجومها الجريء على مواقع حزب الله في مطلع الاسبوع. وقال بلال صعب، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز سكاوكرافت إن “جبهة النصرة تسعى لاستنزاف حزب الله قدر المستطاع، ولإنشاء خطوط إمداد جديدة، واستعادة السيطرة على عرسال والمناطق المتاخمة لإعادة انشاء مركز للقيادة يستخدم لاستهداف مصالح حزب الله في أنحاء البلاد”.
لكن المناوشات التي وقعت صباح الاحد والتي أسفرت عن مقتل ثمانية من مقاتلي حزب الله ، وقعت على المشارف الجبلية لبلدة بريتال في البقاع الأوسط، حيث يتمتع حزب الله بدعم شعبي واسع ويحتفظ بمواقع عسكرية استراتيجية. وقد قام الجهاديون ، الذين يقدر عددهم بالمئات، بمحاصرة ثلال مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية لفترة وجيزة
. وقال ماريو أبو زيد، وهو محلل أبحاث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت “لقد كانت معركة تكتيكية بالنسبة لهم لإظهار استعدادهم وعزيمتهم” لمحاربة حزب الله في لبنان. “لقد نجحوا وفاجئوا قوات حزب الله على حين غرة.”
ومع اقتراب فصل الشتاء، قال العديد من المحللين أن جبهة النصرة تحاول سريعا إنشاء خطوط إمداد بين مواقعها في القلمون، سوريا، ولبنان.
توني بدران، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قال أن الهجوم كان “كمين كر وفر”ناجح، والذي تسبب بخسائر كبيرة لحزب الله. وأكد بدران انه في الوقت الذي تتمتع فيه جماعات المعارضة السورية بالقدرة على تجنيد أعداد كبيرة من الشباب، فإن حزب الله “ليس لديه خزان لا نهاية له” من المقاتلين. بدوره، قال برنارد هايكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، ان تواصل القتال بين حزب الله وجماعات المعارضة السورية قد يستدرج مجندين جدد من الشباب اللبنانيين السنة، ولكن أيضا من اللاجئين السوريين، الذين يشعرون بالعجز والحرمان. واشار المحللون الى أن تزايد القتال على طول الحدود اللبنانية السورية هو مرجح…