مع الدروس المستفادة وتجربة انتفاضة الشعب الإيراني في يناير، بدأ نظام ولاية الفقيه، الحاكم في إيران، في اتخاذ مختلف الإجراءات والتدابير والاستعدادات المتنوعة للتعامل مع احتفالات جهار شنبه سوري في سبيل مواجهتها.
كانت الإجراءات المرعبة والقمعية للنظام تتمركز حول محورين رئيسيين وهما: الأول بدأت سلسلة من الإجراءات لمواجهة الشعب بالتهديد والوعيد ورسم الخطوط الحمر وفي الخطوة التالية محاولة إقناع العوائل الحاضنة للشباب بالتراجع والانتباه على أبنائهم ومنعهم من الخروج إلى الأزقة وشوارع المدن لإشعال النيران.
أما المجموعة الثانية من التدابير فهي تتعلق باستخدام القوات القمعية لتنظيم صفوفها وتقويتها وتكون على أهبة الاستعداد.
بما في ذلك إعطاء الأوامر للكتائب المعروفة باسم عاشوراء والزهراء لتكون على أهبة الاستعداد، وتكليفهم بمهمات القضاء على كل ما يهدد بخلق اضطرابات أو عمليات حرق أو تشكيل حواجز في الشوارع.
على سبيل المثال، تم إخلاء جميع موارد النفايات بحيث لا تحتوي على الخشب والكرتون والأشياء التي يمكن حرقها. توزيع الوقود المتنقل أصبح ممنوعا وقد اتخذت إجراءات مشدده أخرى أيضا.
خامنئي أيضا، في كلمة ألقاها يوم الخميس 8 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أمام حفنه من قواته المنتقاة. قال إن العدو كان يسعى لإنهاء النظام في شهر مارس (آذار). وقبل هذا أعرب خامنئي أيضا في 8 يناير / كانون الثاني عن مخاوفه وقلقه من الإطاحة بنظامه وحذر قواته بأن هناك «طرفا ثالثا» يعمل ويخطط من اجل إسقاط نظام ولاية الفقيه.
في الحقيقة أن الخوف قد غمر كل أركان نظام ولاية الفقيه وسببه هو أن هذا النظام واجه في الشهرين الماضيين انتفاضة كبيرة كان شعارها المركزي والرئيسي الموت لخامنئي والموت للدكتاتور والآن في أيام احتفالات جهار شنبه سوري المجتمع الإيراني يعيش في خضم أجواء انتفاضة وثورة.
طبعا في مثل هذه الحالة وبلمحة عامة للانتفاضة المستمرة في الشهرين الماضيين يستخلص النظام مايلي:
عندما اشتعلت شرارة الانتفاضة من مدينة مشهد بسبب الغلاء وامتدت إلى أكثر من 142 مدينة إيرانية في يوم واحد. الآن ستكون هذه الانتفاضة في يوم جهار شنبه سوري ذات تجربة أكبر ومهيئة ومستعدة بشكل أكثر للنزول إلى الساحات.
سعيد حجاريان أحد منظري ومحللي النظام قال فيما يتعلق بانتفاضة شهر يناير الماضية أن هذه الانتفاضة من الممكن أنها تراجعت في مظهرها ولكنها مثل موج البحر عندما تختفي ماهي إلا مسألة وقت لتعود وتضرب بقوة تدميري أكبر وأعظم. هذا هو الخوف الحقيقي الذي يساور مجمل نظام ولاية الفقيه القمعي ويدور على لسان الولي الفقيه و أدواته.إذا نظرنا إلى وسائل إعلام النظام نجدها مليئة بمثل هذا القلق والخوف. من النائب العام لنظام الملالي إلى نواب المدن وإلى مسؤولي الأجهزة الأمنية كلهم وبشكل سلسله منتظمة يقولون: «الأعداء يقومون بالتخطيط حتى يحولوا يوم جهار شنبه سوري إلى مخطط بشع ومشؤوم».
أحد مفاصل النظام الحاكم أو ما يسمى بالإصلاحي رجل الدين عبد الله نوري الذي كان يشغل منصب وزير داخلية هذا النظام سابقا وفي تصريح يخفي ورائه مسؤولا مخابراتيا لا إصلاحيا قال: ”هل من الحكمة أن نقف ساكتين قبال أولئك الذين يسعون لإسقاط النظام ولا نعرف من يقف ورائهم وماذا يخفون ؟؟“
ويعبر عن خوفه وقلقه من انهيار وسقوط نظام ولاية الفقيه بهذا الشكل حيث يقول: ”أنا اعتقد أن هناك تيارا يسعى لخلق الأزمات والمشاكل داخل البلاد كل يوم“.
هذه هي حقيقة أركان هذا النظام سواء كانوا إصلاحيين أو محافظين جبلوا من الطينة نفسها ونقشوا من نفس نوع القماش ومن وجهة نظر الشعب الإيراني لا يوجد أي فارق بينهم. وعندما يتعلق الأمر باقتراب توقعات إسقاط النظام يصبحون جميعا على قلب ولسان رجل واحد وكل اهتماماتهم تنصب نحو الانتباه من «العدو المشترك».
على الرغم من أنهم لا يسمون “المجاهدين” صراحة بأنهم “عدوهم الرئيسي”، إلا أن كل شعب إيران يعلم أنه منظمة مجاهدي خلق ومقاومتها المنظمة هي المنافس والخصم الوحيد لهذا النظام.
هذا العام أطلقت منظمة مجاهدي خلق وقواتها في داخل إيران دعوات لتحويل الاحتفال الوطني بيوم جهار شنبه سوري إلى حملة ضخمة لإسقاط نظام الملالي.
وهذا هو الخوف الحقيقي لدكتاتورية ولاية الفقيه من نار يوم جهار شنبه سوري الذي يرى فيها سقوطه ونهايته. وهذا هو نفس العدو الذي أطلق عليه خامنئي صراحة اسم «الطرف الثالث» الذي يسعى لإسقاط نظامه وسرق النوم من جفون عينيه.
المحامي عبد المجيد محمد