ركزت عناوين أبرز الصحف البريطانية اليوم على الشأن السوري وأهمية الحل الدبلوماسي وتناقض المواقف الأميركية والروسية وضرورة إحلال السلام في المنطقة ومشاركة أطراف أخرى لإنهاء الصراع.
وأشار الكاتب إلى أن كثيرين في أميركا يعتقدون أن الروس لم يهتموا قط بوقف إطلاق النار، وأنهم كانوا ببساطة يجرون الولايات المتحدة إلى تمثيلية دبلوماسية بينما تحقق روسيا تقدما في أهدافها العسكرية، ويبدو الأمر وكأنه ضربة مهينة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية ولإدارة أوباما.
وأضاف أن موسكو ربما تأمل أيضا أن يفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية ويغير السياسة الخارجية بطرق يمكن أن تفيد كل من روسيا ونظام الأسد.
وشكك الكاتب في فكرة “الانتصار الكامل” للروس والأسد في سوريا، مبينا أنها قد تكون وهما لأن هجوم الأسد على حلب يخاطر بزيادة صلابة المقاومة الطويلة الأجل للعرب السنة الذين يشكلون أغلبية الشعب السوري، ومن دون الحل الدبلوماسي قد يجد الروس أنفسهم عالقين في سوريا أمدا طويلا.
وأضاف أن محاولة إذلال الولايات المتحدة هي أيضا إستراتيجية محفوفة بالمخاطر لأن الأميركيين قد يتخذون الآن خطوات عسكرية طالما حاولوا تفاديها لفترة طويلة، مثل تجهيز الثوار بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من الكتف يمكن أن تستخدم في إسقاط المقاتلات الروسية أو السورية فوق حلب.
وأردف الكاتب أنه إذا أصبحت هيلاري كلينتون رئيسة، فمن المحتمل أيضا أن تتخذ موقفا أكثر تشددا بشأن سوريا من الرئيس باراك أوباما، ويمكن أن تنظر في فرض منطقة حظر طيران ينفذها الجيش الأميركي. وختم بأنه في كلتا الحالتين يبدو أن سوريا تستقبل سنة أخرى من الصراع والموت.
وفي السياق أشار مقال غارديان إلى أن القوى الكبرى لا تتحكم في الكثير من الأحداث في حلب، لذا يجب على أطراف أخرى التدخل إذا قدر لهذه المنطقة أن تنعم بالسلام.
وقالت كاتبة المقال ماري ديفيجيسكي إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تسوية في سوريا يوجب على أطراف أخرى، من بينها إيران والسعودية وتركيا، التدخل لضمان ذلك، أو أنه سيتوجب على السوريين وقف هذا الأمر، ولن يتحقق ذلك إلا إذا كان هناك طرف منتصر.
وختمت بأن هذا يبدو هو الحل الأمثل لسوريا لأن الولايات المتحدة وروسيا بلغتا مرحلة لا تستطيعان فيها حل الصراع، لأنه ببساطة النموذج القديم للقوى العظمى لم يعد كافيا، ولذا على الدولتين استيعاب ذلك بدلا من تبادل الاتهامات فيما بينهما.
ومن ديلي تلغراف أشار كون كوغلين إلى ضرورة التحرك لوقف مذابح السوريين الأبرياء. وقال الكاتب إنه لا يمكن للغرب أن يقف ساكنا أمام ما يجري في سوريا ويوفر لمجرمي الحرب كامل الحرية لقتل من يريدون ومنحهم الحصانة للقيام بذلك كما فعلوا في البوسنة.
وأضاف أن الرئيس الأميركي بيل كلينتون فشل في التدخل في سراييفو عندما عمدت المليشيات الصربية إلى استهداف المدنيين بصورة يومية. وأردف أن الرئيس باراك أوباما ليس لديه الرغبة في التدخل بشكل كبير في الحرب السورية المعقدة على غرار ما قام به كلينتون خلال حرب البوسنة.
وختم بأنه يجب على الجميع ترقب اليوم الذي سيحاسب فيه كل من تسبب في هذه المعاناة الإنسانية في سوريا وتقديمهم للعدالة.
الجزيرة