يقتل على الأرض السورية ويحاور مع الغرب هذه هو “الدب الروسي “،ففي ذروة محاولات العالم لإجماع دولي لم يحصل حتى اللحظة لمناقشة مستقبل سوريا، وبعد إعلان وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف أنهما اتفقا على ضرورة أن تخرج سورية من الحرب !!!. يجتمع النظام والطائرات الروسية لقتل الشعب السوري.
فمجزرة دوما يوم الجمعة حسب ما نقلته شبكة أخبار دوما، أن الطيران الروسي قام بقصف سوق شعبي وسط المدينة، راح ضحيتها أكثر من 70شهيدا تم توثيقهم، بالإضافة لمئات الجرحى ودمار كبير في الممتلكات، لم يمضِ يوم على هذه المجزرة، ولم ينته أهل دوما بعد من لملمة جراحهم ودفن شهدائهم حتى عاود الطيران الروسي التأكيد على إبادة الشعب السوري بمجزرة أخرى راح ضحيتها ثمانية شهداء وأكثر من 30 جريحاً .
دوما تباد، حملة نادى بها كثير من الناشطين، مع كل اجتماع أممي أو دولي يتم استهداف دوما وإيقاع أكبر عدد ممكن من المدينين في مسعىً من النظام ومن يحالفه لفرض شروط استسلام على هذا الشعب.
فقد كان شهر أغسطس من عام 2015 شهراً قاسياً على سكان دوما حيث قام طيران النظام بارتكاب مجزرتين خلال أيام قليلة، ففي منتصف الشهر نفسه قصف الطيران الحربي السوري سوقاً شعبيا بصواريخ فراغية موجهه، أسفرت عن استشهاد أكثر من 30 شهيد بينهم أطفال ونساء، وجرح أكثر من 150 شخصا مدنيا حسب مصادر محلية في دوما.
لم يستفق الشعب الدوماني من المجزرة حتى تعاود طائرات النظام بعد أيام قصف المدينة، أدت لسقوط أكثر من 100 شهيد، واصابة 300 بجروح معظمهم في حالات خطرة.
بين استنكاف وقلق يقف العالم صامتا مشاهداً ،ليعرب مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين بقوله :”أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع”، كان ردا على مجزرة دوما في شهر أغسطس. بينما أعرب مجلس الأمن عن ” جزعه الشديد من تحول الأزمة السورية إلى أكبر أزمة لحالات الطوارئ الإنسانية في عالم اليوم، وحث المجلس جميع الأطراف على العمل بسرعة نحو التنفيذ الشامل لبيان جنيف الخاص بالأزمة السورية “، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيري: إن هذه الأعمال “تبين استخفاف نظام الأسد بالحياة البشرية “،وإن ما جرى في دوما دليل أخر على فقدان الأسد شرعية الحكم، بالرغم من المناشدات الإنسانية للسوريين إلا أن الدول العربية وقفت موقف الصمت، وكما قال أحد سكان دوما: “هل أسمعت لو ناديت حياً!.. ولكن لا حياه لمن تنادي”
دوما هي إحدى مدن محافظة ريف دمشق، المحاصرة منذ أكثر من سنتين من قبل قوات النظام ، يمنع دخول المواد الغذائية والطبية إليها، حتى أن المنظمات الإنسانية التي تحاول مساعدة الشعب الدوماني تعرضت لإطلاق النار، فبعد أربعة أعوام لم يستطع النظام بعد كل الدعم الذي قدمته له إيران وروسيا حاليا من كسر الشعب السوري عامه والدوماني خاصة، بل زاد من عزيمة هذا الشعب على إسقاط الأسد وكل من يدعمه، فغريب بعد الذي حصل في سوريا من مجازر وانتهاكات، إلا أن المجتمع الدولي مازال بحاجة لدليل آخر لإثبات جرائم الأسد حسب تعبيرهم.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي