“لعل أكثر الأشياء وجعاً أن تشاهد دولاً عربية تتخلى عن عروبتها ومبادئها التي سطرها لهم الأجداد، وببصمة دوت لهم تاريخ شهدت له البشرية بعظمته ودوره في النهوض بالحضارة البشرية”.. تلك كلمات أبي أحمد (54 عاماً) من مدينة إدلب لدى سماعه عبر وسائل الإعلام “التلفاز” أن تقريرا صحفيا أشار إلى تعديل المناهج الدراسية في عدد من البلدان العربية (مصر والأردن والجزائر…) على اعتبار تلك الحكومات تسعى جاهدة لتطوير المناهج بهدف مواكبة التغيرات العالمية.
مع العلم أن التعديلات لا تشمل التاريخ والدين فقط، بل امتدت لمادة التعليم والأخلاق التي تخالف أخلاقنا وعاداتنا العربية وتتماشى مع العقل النقدي والبحثي لدى الطلبة.
يدمدم أبو أحمد بكلمات ساخرة لمن بقي من عائلته النازحة قائلاً ” هي الدول العربية عم تعدل المنهاج يعني في عندهم “بالعين قشاية” أما نظام بشار في سورية.. حذف مادة الديانة واستبدلها بالأخلاق.. آه أي أخلاق ممن قتل شعبه واحداً تلو الآخر وتهجير الملايين ليبسط سلطته على تراب جبل بدماء الأبرياء.. هذه الأخلاق لديه، ملا أخلاق”.
حيث خلصت التعديلات في الجزائر إلى عولمة القيم والتضيق على الهوية الخاصة، بتلك الدولة التي كانت وما تزال فرنسا تتدخل في مناهجها، وبتلك التغيرات أصبح صارخاً أكثر مما مضى.
أما في الأردن فقد حذفت أغلبية الآيات القرآنية من مناهج اللغة العربية على خلاف ما كانت عليه تلك المناهج، وحذفت دروس بأكملها عن بر الوالدين، أو الإبقاء على بعض الدروس وحذف الآيات منها.
عاد أبو أحمد ليسخر من عقول تسعى لإرضاء السياسات الحالية قائلاً “يبتعدون عن آيات البر بالوالدين.. لينشأ جيل يضع والديه بدور المسنين والعجزة.. ونسوا أن الله قرن اسمه ورضاه لمن يطيعهما ويسعى لبرهما لينال حياة سعيدة موفقة وفوز بجنان الآخرة.. آه كم ابتعدنا عن حضارة شهدت لها البشرية واقتربنا من حضارة الغرب العلمانية”.
أما في مصر التي رأت وزارة التربية فيها أن التعديلات تطوير شامل وفق الحاجات التربية، على عكس التعليقات الساخرة والغاضبة التي حظيت بها تلك التغيرات المنهجية.
ويبقى السؤال يدور في الأذهان.. ما الذي يحدث لتلك الدول العربية؟! أوما مدى قوة السياسة الدولية العالمية على تلك الدول العربية التي تصل بها المور عند تسيير سياستها التعليمية محاباة ورياء ونفاق على حساب شعوبها؟!
كلنا يعلم أن المناهج أمر خطير لا تستطيع الوزارة البت فيه دون مشاركة من المجتمع ومؤسسات أكاديمية وبحثية تربوية واجتماعية وعلمية ، كون الأمر ليس بتلك السهولة وله انعكاسات على الشارع والمجتمع الذي يشهد عروبة وتاريخ وديانة لا تنسى مهما كانت المحاولات والسياسات المسيسة.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد