تستضيف العاصمة موسكو، الخميس، وللمرة الأولى، الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية، منذ إطلاق ذلك الحوار قبل نحو خمس سنوات.
واعتبر مراقبون أنّ الحوار الخليجي مع روسيا يستمد أهميته من كونه يمثّل توجّها من دول مجلس التعاون نحو محاورة القوى الكبرى بشكل جماعي ما يمنح المجلس قدرة أكبر على التأثير في مواقف تلك القوى وجرّها إلى مساحة تفاهم بشأن قضايا المنطقة.
ورأوا أنّ التوجّه الخليجي نحو روسيا وغيرها من القوى العالمية، بما في ذلك الناشئة منها، مفيد لجهة تنويع الشراكات عبر العالم، وعدم الارتهان للشريك التقليدي؛ الولايات المتحدة التي أحدثت إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما انعطافات خطرة في سياساتها تجاه شركائها.
وحسب هؤلاء فإن من مظاهر الواقعية الاعتراف بدور متزايد لروسيا في المنطقة، بغض النظر عن الحكم بسلبيته أو إيجابيته، والتعامل معه على أساس تعديله وتوجيهه باتجاه يخدم المصالح الخليجية والعربية عموما.
وبشأن العلاقة المتينة التي تربط موسكو بطهران التي تثير سياساتها قلق الخليجيين، يجزم قادة رأي خليجيون، بأنها علاقة مصالح قابلة للتعديل، وأن بلدان الخليج تمتلك من الإمكانات ما يجعلها تعرض على موسكو شراكات في عدّة مجالات أوسع بكثير مما تعرضه طهران.
وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في بيان نشرته، الأربعاء، على موقعها الإلكتروني، إنه «سيتم خلال الاجتماع بحث العلاقات الخليجية الروسية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية»، بحضور وزراء خارجية دول الخليج، ونظيرهم الروسي سيرجي لافروف.
ووفق البيان، سيترأس الاجتماع من الجانب الخليجي وزير خارجية السعودية عادل الجبير، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، وبمشاركة الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني.
وبحسب مصادر سياسية، يُتوقع أن تكون الأزمة السورية على رأس أجندة المباحثات بين الجانبين خلال الاجتماعات.
يُذكر أن الحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي انطلق عام 2011 واستضافته 3 عواصم خليجية منذ انطلاقه هي أبوظبي والرياض والكويت، فيما تعد هذه المرة الأولى التي يعقد فيها بموسكو.
العرب