أدلى طبيب سوري منذ عدّة أيّام بشهادته فيما يخص معالجة المعتقلين في فرع المخابرات السورية /251/ وأبلغ عن معلومات خطيرة حيال ذلك الموضوع, وفق ما نشره موقع “Justice Info” وترجمه المركز الصحفي السوري عنه بتصرّف.
وصفت شهادات عديدة المستشفيات بأنّها أماكن تعذيب لا تقلّ خطورة عن السجون والمعتقلات في أفرع المخابرات التابعة للنظام, ووصف الأطباء بأنّهم مشاركون في إساءة معاملة المعتقلين بشكل مقصود.
لم تكن المستشفيات السورية بحسب شهادة الطبيب, أماكن يتم فيها نقل السجناء المعتدى عليهم للموت فحسب، بل أصبحت أيضاً نفسها أماكن للتعذيب.
وأظهرت شهادات أخرى وفق ما قال الشاهد لمحكمة “كوبلنز”، كان قد عمل مهندساً إكلينيكياً حيث قام بتزويد المستشفيات في دمشق وما حولها بالأجهزة الطبية, كمستشفى “المجتهد” في دمشق الذي تحوّل حسب وصفه، إلى “فرع للأجهزة السرية”, فقد كان قسم الطّوارئ فيه مليء بالعسكريين الذين كانوا يضربون المرضى، الذين غالباً ما كانوا يختفون بشكل مفاجئ وغريب.
وأدلى شاهد آخر بشهادته نهاية العام الفائت، عن التعذيب الوحشي الذي تعرّض له في مستشفى “حرستا” العسكري، حيث تمّ تقييده بسرير في غرفة كانت تضمّ 20 سريراً آخر, مضيفاً أنّه كان يتعرّض للضرب في كلّ دقيقة.
وأضاف قائلاً: “تناوبوا على ضربنا بالسلاسل والسياط والسكاكين والأنابيب, كانت هناك أيام قضيناها فاقدين للوعي” مؤكّداً أنّهم تعرضوا للتعذيب بطرق لا يمكن وصفها داخل تلك المستشفى, فهي تسمى مستشفى ولكنّها في الواقع مكان للتعذيب وقتل الناس.
يذكر أنّ شهادات كهذه تعتبر بالغة الأهمية وخاصّة عندما يفتح القضاء الألماني قضيته ضدّ الطبيب السوري “علاء – م” المتهم بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية خلال فترة عمله كطبيب في مستشفى حمص العسكري، حيث قيل إنّه عذّب مريضاً توفي لاحقاً وأجرى عملية لسجين مناهض للنظام، دون تخدير وأضرم النار في سجين آخر.
في ذات السياق كان قد كشف الائتلاف الوطني السوري أمس، عن مئات الوثائق التي تثبت تورّط مستشفى “عبد القادر شقفة” وكادره الطبي في مدينة حمص، بمقتل آلاف المعتقلين ودفنهم في مقابر جماعية في مقبرة تل النصر في ريف حمص.
الجدير ذكره أنّ نظام الأسد لا يدّخر جهداً بتحويل كافّة منشآته الطبية ومؤسساته المدنية والتعليمية إلى مراكز اعتقال وتعذيب ممنهج بحق المدنيين المناهضين له في مناطق سيطرته.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع