بخطوة فريدة من نوعها وإمكانيات قليلة قام مجموعة من النشطاء المصرين على البقاء، والعمل من داخل سورية وبرعاية اتحاد الديمقراطيين السوريين بتنظيم دورة تدريبية لنشطاء الإعلام وسط الحصار للارتقاء بالمستوى المعرفي في الفنون الصحفية، والوصول بالعمل الإعلامي للمستوى المهني الأكثر فاعلية وتأثير في الجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية في كل مكان.
تعد غوطة دمشق الغربية من أهم المناطق الإستراتيجية بالنسبة لكلا طرفي الصراع في سوريا بالنسبة للثوار هي البوابة للدخول العاصمة لإسقاط نظامها وصلة الوصل للقنيطرة ودرعا بالعاصمة دمشق أما بالنسبة للنظام فهي خط دفاعه الأول عن العاصمة لذلك لجأ لمحاولة اقتحام عدة مدن وبلدات فيها ومحاصرة من عجز عن دخولها . فهناك عدة مدن في الغوطة الغربية تشهد اشتباكات وقصف بشكل يومي ويخضع أهلها إلى ظروف إنسانية صعبة . ولكن قليلا من أخبار هذه المنطقة وصل إلى الضوء فلم تكن التغطية الإعلامية للمنطقة بحجم الحدث. مما استدعى عدة ناشطين إعلاميين من المنطقة ممثلين بالمكتب الإعلامي الموحد بالغوطة الغربية إلى إقامة دورة تدريبية للناشطين الإعلاميين في المنطقة وذلك من أجل الرقي بالمستوى الإعلامي في المنطقة وايصال أخبار المنطقة إلى العالم . حدثنا أبو حمزة وهو أحد المنظمين للدورة بأن هناك عدة أسباب وراء السعي إلى هذه الدورة وهي :
– عدم توافر الكوادر المختصة بمجال الإعلام في المنطقة
– طبيعة حصار المنطقة وصعوبة دخول صحفي ومراسلي الوكالات الإخبارية .
– التشتت الحاصل بين المكاتب الإعلامية للمجالس المحلية والفصائل المسلحة .
– عدم توافر دورات إعلامية للناشطين في المنطقة .
– عدم توافر معرفة شخصية بين الناشطين بالمنطقة . وأضاف أبو حمزة بأنه تم اختيار مجموعه من المدربين من عدة مدن من الغوطة الغربية من أصحاب الخبرة لتدريب الناشطين في الدورة . وراسلنا المكاتب الإعلامية للمجالس المحلية والفصائل المسلحة لنتداب المتدربين إلى الدورة . فؤفد إلينا حوالي خمسة وثلاثين متدربا وتم عدة مواد في الدورة وهي : – تحرير الأخبار والتقارير . – تحرير الفيديو ورفعه إلى مواقع النت .
– مواقع التواصل الاجتماعي – التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو
– المراسل التلفزيوني والمراسل الحربي .وبعدها فرز المتدربين إلى عدة اختصاصات وهي :
– مونتاج الفيديو
– مداخلات التلفزيون والراديو .
– إعداد الأخبار و التقارير .
– التصوير
وقد حدثنا ابو مسلم وهو أحد المدربين قائلا لم أتوقع هذا الإقبال والرغبة من قبل الناشطين إلى الدورة وهذه الدورة ضرورية جدا من اجل توحيد الإعلاميين في المنطقة والخروج بجسم واحد ممثل للغوطة الغربية إعلاميا , و أضاف أيضا بأن الدورة كانت جيدة على المستوى التنظيمي مقارنة بالإمكانيات المتاحة .
وعند سؤالنا أحد المتدربين عن الدورة أجاب بأن الدورة كانت ايجابية اكتسبنا منها خبرات جديدة وتعرفنا على جميع الإعلاميين في المنطقة وبأنه سيختص في مجال التصوير . تستمر الثورة ويستمر الثوار محاولة إيصال صوتهم إلى العالم محاولة منهم فضح جرائم نظام الأسد وتعرية النظام العالمي أمام شعبه.
والجدير بالذكر بأن الكثير من المنظمات العالمية والعربية نظمت الكثير من الدورات في العمل الإعلامي وصرفت عليها ألاف الدولارات، ولكنها بقيت قاصرة عن تحقيق أهدافها بسبب تنظيم هذه الدورات خارج سورية وكانت الفئات المستهدفة أو الملتحقة بهذه الدورات هم النشطاء الذين يسكنون في دول الجوار والذين يملكون القدرة على التواصل مع الجهات المنظمة غالبية هؤلاء النشطاء هم من العاملين في مجالات بعيدة عن الإعلام.
ويقدر عدد النشطاء العاملين من داخل سورية في المجال الإعلامي بحوالي 150 ناشط إعلامي وغالبيتهم يمارسون العمل تحت وطأة الحرب وتهديدات بالخطف والقتل من قبل أطراف عدة.
المصدر: موقع اتحاد الديمقراطيين السوريين