يحيي الشركس في سوريا، للمرة الأولى منذ سقوط نظام الأسد، ذكرى “يوم الحداد الشركسي” غدًا الأربعاء 21 أيار 2025، بتنظيم مسيرة سلمية واعتصام في العاصمة دمشق، تنديدًا بالمجازر الروسية التي طالتهم عام 1864، ومطالبةً بالاعتراف الدولي بها كـ”تطهير عرقي”.
تنطلق الفعالية عند الرابعة والنصف عصرًا من حديقة تشرين نحو ساحة الأمويين، حيث يُقام اعتصامٌ عند الخامسة مساءً، بمشاركة مئات من أبناء الجالية الشركسية ومتضامنين سوريين، في خطوةٍ رمزيةٍ لـ”ربط جرائم الماضي بمعاناة الحاضر”، وفق منشوراتٍ دعائيةٍ انتشرت على منصات التواصل.
والشركس –وهم أبناء قومية قوقازية هُجِّر أجدادُهم قسرًا من موطنهم شمال القوقاز إثر حربٍ دامت قرنًا مع روسيا القيصرية– يتوزعون في سوريا بين أحياء دمشق (ركن الدين) وحمص ودرعا والقنيطرة، حيث حافظوا على لغتهم الأديغية وعاداتهم رغم اندماجهم الكامل في النسيج الاجتماعي، وبرزوا في مجالات التعليم والفنون والرياضة، إضافة إلى دورهم التاريخي في المؤسسة السورية.
وخلال المجازر التي أنهت الحرب عام 1864، أُبيد مئات الآلاف من الشركس، بينما أُجبر الناجون على النزوح عبر البحر الأسود في رحلات قسرية مروعة، لَقِيَ خلالها الآلافُ حتفَهم جراء الجوع والأمراض، قبل أن تستقر أعداد منهم في سوريا تحت حكم الدولة العثمانية.
ويأتي الحدث وسط تفاعلٍ واسعٍ على وسائل التواصل، حيث علّق نشطاء: “دمشق التي عانت من التهجير ستكون صوتًا للشركس الذين عانوا مثلها”، في إشارة إلى التشابه بين مآسي الجاليتين السورية والشركسية.