عادت أزمة الكهرباء تتصدر واجهة المشاكل التي تلم بالعاصمة السورية دمشق، بحجة التقنين وعدم توفر مصادر الطاقة، وتعد الكهرباء الشريان المحرك للحياة بالنسبة للمواطنين المتواجدين فيها.
ويروي “محمد” أحد ساكني مدينة دمشق عن وضع الكهرباء فيها بالقول: “تعد الكهرباء المصدر الوحيد الذي يساندنا في حياتنا للحاجة الماسة لها، فمع انقطاع التيار الكهربائي لم تعد مياه الشرب تصل إلى المباني السكنية المؤلفة من عدة طوابق، ونحتاجها لغسيل ثيابنا، والتدفئة في أوقات البرد الشديد، بسبب غلاء أسعار المحروقات “.
وتخلق حكومة النظام العديد من الحجج الواهية لتبرر أسباب انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء العاصمة، ما تسبب بحملة غضب واحتجاج من غالبية السكان، ما دفع وزير كهرباء النظام “عماد خميس” إلى الظهور والتصريح ببعض الكلمات للتخفيف من الغضب قائلا: “إن السبب الرئيسي والمباشر في زيادة ساعات التقنين خلال الشتاء والأيام الباردة، هو استخدام الكهرباء لأغراض التدفئة “.
وأفاد مواطنون في دمشق لعنب بلدي، اليوم الاثنين 8 كانون الأول بالقول: “إن التيار الكهربائي غاب عن بعض الأحياء أكثر من 24 ساعة متواصلة، وسط طقس سيء ودرجات حرارة قاربت الخمسة تحت الصفر”.
إن استخدام الكهرباء في التدفئة، يؤدي إلى ارتفاع الأحمال الكهربائية على المحطات الحرارية إلى طاقتها القصوى مقارنة بالفصول الأخرى بسبب غياب أو قلة وسائل التدفئة الأخرى.
وأضاف “خميس” أن وزارة الكهرباء “تتعامل مع ما يأتيها من الوقود بعناية للاستثمار الأمثل لكميات الوقود وتأمين أكبر قدر ممكن من الطاقة، وسنحاول تقليل ساعات التقنين إلى المعتاد، لكن استخدام المدافئ على التيار يعيق سير العملية”.
وبعيدا عن أزمة الكهرباء، تضرب أزمة أخرى شوارع دمشق، بسبب الخلو التام من الشباب المتواجدين في المدينة، إلا من انتسب إلى شبيحة الأسد وقواته، بعد صدور القرار من رأس النظام بشأن خدمة الاحتياط وسحب الشباب للقتال في صفوف قوات النظام، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها، بالإضافة لعمليات السحب الإجباري للعديد من الشبان على الحواجز المنتشرة في قلب العاصمة دمشق.
ويروي أحد الفارين من العاصمة ويقطن في ريف إدلب عن المعاناة التي يواجها الشباب المتواجدون بالقول: “لقد حرم علينا الخروج إلى أسواق المدينة، لكثرة الحواجز التي تقوم بسحب الشباب إلى خدمة الاحتياط، وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش للمنازل بحثا عن شباب لسوقهم إلى جبهات القتال في الغوطة ، لسد النقص الذي تتعرض له قوات الأسد في المعارك مع كتائب الثوار “.
قطع التيار الكهربائي وسحب معظم الشباب لخدمة الأسد والدفاع عنه، خلف ردود فعل عكسية في العديد من مناطق دمشق، وقد تكون بادرة لإشعال نار الثورة من جديد في أحياء العاصمة التي تخضع لسيطرة الأسد، ما سيخلف ارتباكا كبيرا عند قادة النظام، بانتقال الثورة إلى عقر دارهم .
الصحفي السوري المركز
أحمد الادلبي