الخسائر المادية التي خلفتها طائرات ومدافع وصواريخ النظام السوري وحليفه الروسي، والتي تشمل الدمار والضرر الذي لحق بالممتلكات العامة والخاصة من خسائر، فهناك أحياء سكنية ومدن وقرى دمرت دمارا كليا وبعضها دمارا جزئيا، ألحق ضررا كبيرا ودمارا هائلا في بيوت المدنيين ومساكنهم، إذ يقدر حجم المدمر منها بأكثر من نصف المساكن في البلاد.
رغم هذا الدمار الهائل إلا أنه هناك اقبال كبير على البناء، مع استمرار الحرب والدمار وارتفاع الأسعار، فالمواطن السوري لم يقف مكتوف الأيدي وينتظر إلى أن تنتهي الحرب، لكي يبدأ ببناء بلده وإعادة إعمار ما تمّ تدميره، بل سارع إلى البدء بالإعمار رغم استمرار القصف والدمار، وهناك تزايد ملحوظ في الأبنية الجديدة، وخاصة في المناطق المحررة من سورية، ورغم الارتفاع الجنوني في أسعار البناء، رغم كل هذا لم تنقص الحرب الدائرة في سورية من عزيمة وإصرار السوريين.
خالد الابراهيم من أهالي مدينة “كفرنبل” بريف إدلب الجنوبي، يقوم الآن ببناء منزل له ولعائلته وأفادنا بقوله: “لقد دمر منزلي دمارا جزئيا ولم يعد يصلح للسكن، الأمر الذي دفعني إلى بناء منزل جديد لكي يأوي عائلتي، لكن ارتفاع أسعار الأبنية والعقارات، جعل تجار مواد البناء يرفعون أسعار موادهم بشكل جنوني”.
البعض من الأهالي وخصوصاً التجار وأصحاب الأموال، في المناطق المحررة استغل عدم وجود السلطة والرقابة لصالحه، ليبني المحلات التجارية والمنازل في المناطق العشوائية، حيث زاد البناء العشوائي بنسبة 90% عن قبل، بحكم أن نظام الأسد كان يمنع البناء العشوائي والغير منظم، بحجة أن هذه المنطقة منطقة حماية أو منطقة إدارية لا يجوز البناء فيها، إلا برخصة من المحافظة، حتى أصبح بناء المنزل حلم كل مواطن في سورية، ومع غياب هذه القوانين والرقابة على البناء، أصبح بإمكان المواطن في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بناء ما يشاء من المحلات التجارية والمنازل.
السيد فاضل متعهد بناء في ريف إدلب الجنوبي يقول: “إن مختلف المواد الأساسية في البناء ارتفعت أضعافاً مضاعفة، حيث تجاوز سعر طن الحديد 180 ألف ليرة سورية، وارتفع سعر سيارة الرمل ذات 3 أمتار مكعب من 6 آلاف ليرة سورية إلى 14 ألف، في حين تجاوز سعر الطن الواحد من الإسمنت الـ 27 ألف ليرة سورية، لتصل بدورها سعر البلوكة الواحدة إلى 55 ليرة، إلى أن هذه الأسعار متعلقة بسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، ومع ذلك فهناك اقبال كبير على شراء مواد البناء”.
لقد تسببت هذه الحرب المعلنة على الشعب السوري، بإبادة مناطق تاريخية وتراثية كانت صامدة منذ فجر الحضارة، لكن ايمان المواطن السوري بقضيته العادلة التي يناضل من أجلها، جعلته يتغلب على الدمار بالبناء الجديد متحدياً بذلك نظام الأسد وحلفائه، بالرغم من أنه لا توجد أي بادرة أمل لحل الأزمة السورية التي وقف المجتمع الدولي عاجزا أمامها.