دعت القيادة العامة للجيش السوري الراغبين في الانضمام للفيلق “الخامس اقتحام” مراجعة مراكز الاستقبال بالمحافظات، مؤكدة حصولهم على تعويضات مادية ومزايا مغرية لقاء تطوعهم وفق عقد يتجدد سنويا، وهو ما رأى فيه مراقبون مؤشرا على الخسائر البشرية التي تكبدها النظام.
في سوريا اليوم، ليس غريبا أن تستيقظ في منتصف الليل على رسالة نصية يستقبلها هاتفك الجوال، تدعوك للتطوع بالقتال إلى جانب قوات النظام السوري في حربه على معارضيه، وهو ما يرى فيه مراقبون إثباتا على نهاية النظام السوري واستحالة إعادة إنتاجه أو ترميمه، كما أنه يدفع إلى التفكير بشكل جدي في البحث عن حل بديل لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد.
ودعت القيادة العامة للجيش السوري الراغبين في الانضمام للفيلق، إلى مراجعة مراكز الاستقبال في المحافظات، مؤكدة حصولهم على تعويضات مادية ومزايا مغرية لقاء تطوعهم وفق عقد يتجدد سنويا.
ولم تقتصر تلك الدعوات على سكان المدن الكبرى الواقعة تحت سيطرة النظام كدمشقوحمص وحماة وطرطوس، بل تعدتها لمدن وبلدات كالتل وقدسيا والهامة التي شملتها مؤخرا اتفاقيات المصالحة والتسوية بين المعارضة والنظام، حيث لم يجد النظام حرجا من دعوة من كان يقاتله أو تخلف عن اللحاق بجيشه أو انشق عنه، لتغيير ولائه والقتال إلى جانبه بعد “تسوية وضعه”.
رواتب وتسويات
وأكد عدد من سكان مدينة التل التي وقّعت مؤخرا اتفاقا للتسوية، بأن النظام طلب من أئمة المساجد تضمين الخطب الدينية دعوة الشباب للانضمام للفيلق الخامس باعتباره جهادا مفروضا عليهم، وإقناعهم بميزات هذا التطوع التي تتضمن راتبا شهريا تزداد قيمته بازدياد الخبرة ومكان الخدمة.
كما أشار بعض سكان مناطق ريف دمشق المصالحة -في حديث للجزيرة نت- إلى عرض النظام تسوية وضع كل من كان مطلوبا للخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية عند الانضمام لهذا الفيلق.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور موسى الزعبي أن تشكيل الفيلق الخامس ما هو إلا مؤشر على الخسائر البشرية الضخمة التي تكبّدها النظام حتى اليوم، حيث بات يعاني من نقص في المقاتلين وحملة السلاح.
وتابع أن الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات راح ضحيتها عشرات آلاف العسكريين، وروسيا تكتفي باستخدام القوة الجوية، فضلا عن محدودية عدد المقاتلين الإيرانيين داخل سوريا؛ وهذه كلها عوامل تدفع النظام السوري للاستعانة بموارد بشرية جديدة.
ولا يجد النظام السوري حرجا في دعوة مقاتلي المعارضة للانضمام للفيلق الخامس والقتال لجانبه، حيث أشار الزعبي في حديثه إلى استخدام النظام أساليب مختلفة، كالرسائل النصية والمناشير والقصاصات الورقية، لدعوة أولئك المقاتلين لتسوية أوضاعهم، مستغلا نفاد صبرهم وتردي أوضاعهم الأمنية والمعيشية.
دور إيراني
ويرجح ضلوع إيران بشكل أساسي في تشكيل الفيلق الجديد على غرار دورها السابق في تشكيل مليشيات الدفاع الوطني، وذلك رغبة منها في استمرار سيطرتها على الأراضي السورية وتفاديا لزج جيشها رسميا في الحرب، مع المحافظة على سيطرة النظام الشكليّة التي تضمن له عدم سقوط هيبته أمام حاضنته الشعبية.
بدوره أشار الإعلامي مصطفى عبدي إلى توجه النظام السوري لتشكيل “الفيلق الخامس اقتحام” في محافظة الحسكة شمال سوريا بتنسيق مع المحافظ، وذلك على غرار فصائل أخرى تم تشكيلها مسبقا في المنطقة.
وذكر العبدي معلومات تفيد بوصول شخصية إيرانية إلى مدينة الحسكة خلال الأسابيع الأخيرة، يُرجَّح بأنها من سيقود هذا الفيلق.
ولا يعوّل الإعلامي -في حديثه للجزيرة نت- على نجاح هذا الفصيل الجديد رغم العبارات الحماسية التي تدعو للانضمام إليه، فتشكيلات أخرى مثل المغاوير والبعث والتي بدأت عملها منذ حوالي عامين وضمت عشرات آلاف المقاتلين، فشلت وتلاشت دون أن تؤدي الدور المنوط بها لدى تشكيلها.