أكدت تركيا تمسكها بحقوقها في شرق المتوسط، وجددت دعوتها للحوار لنزع فتيل الصراع المتصاعد، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه لليونان وقبرص في نزاعهما مع أنقرة على موارد الطاقة هناك.
فقد قالت الخارجية التركية اليوم السبت، تعليقا على بيان صدر أمس في ختام اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي؛ إن على الاتحاد الأوروبي توجيه دعوة الحوار والتفاوض إلى الجهات التي تتخذ خطوات أحادية واستفزازية بشرق المتوسط لا إلى تركيا.
وأضافت الوزارة -في تغريدة عبر توتير- أن تركيا تدعم الحوار والتفاوض، ومصممة على حماية حقوقها الشرعية ومصالحها، متهمة الأطراف الأخرى بأنها لا تحترم حقوق ومصالح تركيا والقبارصة الأتراك.
وكان المفوض الأعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال إن وزراء الخارجية الأوروبيين اتفقوا في اجتماعهم الطارئ أمس عبر تقنية الفيديو على الوقوف إلى جانب اليونان وقبرص في النزاع حول التنقيب في شرق المتوسط، بعد إرسال تركيا سفنا إلى هناك لإجراء عمليات مسح تتعلق بالتنقيب عن الغاز في ساحل شمال قبرص.
بيد أن الوزراء الأوروبيين دعوا في المقابل إلى الحوار لتجاوز التوتر الحاصل في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص اللتين تدعمهما كل من فرنسا ومصر وإسرائيل من جهة أخرى.
وقال بيان صدر عن الاجتماع الطارئ إن ترسيم الحدود البحرية والاستفادة من الموارد لا يمكن حلهما إلا من خلال الحوار والتفاوض في إطار حسن النية وعلاقات حسن الجوار والقانون الدولي.
وبات الصراع على أشده بعد توقيع مصر واليونان مؤخرا اتفاقية لترسيم الحدود البحرية، وذلك ردا على اتفاقية مماثلة وقعتها تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية أواخر العام الماضي.
تهدئة التصعيد
وتواترت الدعوات من عدة عواصم غربية للتهدئة، بعد أن شهدت منطقة شرق المتوسط في الأيام القليلة الماضية توترا عقب إرسال تركيا سفينة المسح “عروج ريس”، ونشر فرنسا سفينة حربية وطائرتي رافال، الأمر الذي حدا برئيس الوزراء اليوناني إلى التحذير من صدام عسكري.
وتصاعد التوتر الأربعاء الماضي عقب حادث اصطدام خفيف وقع بين سفينة المسح التركية وسفينة يونانية، وقبل ذلك بنحو شهرين تحدثت فرنسا عن تحرش البحرية التركية بإحدى سفنها هناك، ولكنها فشلت في تقديم أي دليل على ذلك.
ووصفت أنقرة الحادث الجديد بأنه استفزاز، في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أي هجوم على السفينة “عروج ريس” لن يمر بلا رد.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن بلاده وافقت بشكل مبدئي على عرض سويسرا للوساطة في حل النزاع مع اليونان بشرق المتوسط.
وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارته لسويسرا، دعا جاويش أوغلو أثينا إلى التصرف بعقلانية، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن “تدليل” اليونان.
وقال الوزير التركي إن على باريس التوقف عن اتخاذ تدابير تفاقم التوتر بشرق المتوسط، محذرا بدوره من أن أي استفزاز يوناني لسفينة المسح التركية سيواجه برد.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أعربا خلال اتصال هاتفي أمس عن قلقهما من التوتر التركي اليوناني، واتفقا على ضرورة التزام أنقرة وأثينا بالحوار كسبيل وحيد لحل خلافاتهما.
وبالتزامن، بحث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن خلال اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين التوتر الراهن بين بلاده واليونان وقبرص وداعميهما، وأكد قالن أن أنقرة تدعم حلَ المشاكل في ليبيا وشرق المتوسط عبر السلام والتفاوض في إطار القانون الدولي.
نقلا عن الجزيرة